نبذة النيل والفرات:إن الديبلوماسية، كالاستراتيجية، كل منهما في زمنه، هو عقل الدولة الذي يصهر قواها الهام (أو مواردها الأولية وهي عواملها الطبيعية والاجتماعية) في طاقة فعالة في المجال الدولي ثم يقدر قوة هذه الطاقة ليحسن استخدامها في المجال الدولي على مقتصر المصالح القومية لهذه الدولة. وعلى ذلك، فإنه يمكن القول أن أي ديبلوماسية تن...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن الديبلوماسية، كالاستراتيجية، كل منهما في زمنه، هو عقل الدولة الذي يصهر قواها الهام (أو مواردها الأولية وهي عواملها الطبيعية والاجتماعية) في طاقة فعالة في المجال الدولي ثم يقدر قوة هذه الطاقة ليحسن استخدامها في المجال الدولي على مقتصر المصالح القومية لهذه الدولة. وعلى ذلك، فإنه يمكن القول أن أي ديبلوماسية تندرج في القوة حتى تنتهي إلى الاستراتيجية وذلك استناداً إلى التقدير الصادق للطاقات القومية في المجال الدولي من جانب ديبلوماسي الدولة حسب التقسيم التالي: الديبلوماسية الخافتة-ذات لطاقات المقبولة. الديبلوماسية الجهورة-ذات الطاقات المقبولة. الديبلوماسية المتعجرفة-ذات الطاقات القادرة. الديبلوماسية المهددة-ذات الطاقات الفائقة. الاستراتيجية الهجومية-ذات الطاقات الفائضة.وكل مستوى من مستويات القوة الديبلوماسية على هذا النحو، يمارس مستنداً إلى مستوى يقابله من درجات قوة الدولة الفعلية يرجح له النجاح في تحقيق أهدافه، والقصد الحؤول دون تعريض الدولة للمخاطر والتاريخ مليء بالأمثلة التي ساد فيها تقدير الساسة للقوى القومية فحملوها ديبلوماسية متعجرفة أو مهددة لا تطبقها أو استراتيجية تنوء بها، فجلبوا بذلك الدمار لأوطانهم والسؤال الذي كان مطروحاً في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو: كيف مارست كل من واشنطن وموسكو ديبلوماسيتها "المتصادمة" لتصادم مصالحهما القومية على أرض إقليم الشرق الأوسط تحديداً، و"عالم الشرق الأوسط والمحيط الهندي" عموماً؟ أما السؤال المطروح الآن فهو: كيف سيكون شكل الصراع من أجل العولمة في مسرحية "إعادة صب العالم في قالب جديد" على مسرح العلاقات الدولية الجديدة؟ وخصوصاً في العالم الثالث، وفي قلبه إقليم الشرق الأوسط؟ في هذا الكتاب يحاول المؤلف الإجابة على هذا التساؤل وذلك من خلال توضيحه للنقاط التالية: أولاً: في تعريف مفهوم النسق الدولي وإلقاء الضوء على عالمية النسق الدولي العالمي الراهن المتصور الأحادي القوة القطبية. ثانياً: في تعريف مفهوم "ظاهرة العولمة" على شرح العلاقات الدولية الجديدة. ثالثا: في مفهوم وخصوصية إقليم الشرق الأوسط من الناحية الجيوبوليتيكية. رابعاً: "الشرق الأوسط والعولمة" وصراع "التحدي والاستجابة" من الناحية الاقتصادية. خامساً: موقع إقليم الشرق الأوسط في الصراع الدولي في النسق الدولي العالمي السابق، والراهن المتصور.