الكتاب من ترجمة نقولا زيادة.إن عدداً كبيراً من الذين كتبوا عن الفتوحات الإسلامية المبكرة نظروا إليها من زاوية واحدة هي زاوية الفتوحات نفسها. فجربوا أن يحللوا المعارك ويعددوا الانتصارات ويقابلوا بين العرب الفاتحين والدول الأخرى المهزومة. وذلك يشمل في معظم الحالات فتوح الشام ومصر والعراق في سلة واحدة. وقلما تنبه الكثيرون منهم على ...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة نقولا زيادة.إن عدداً كبيراً من الذين كتبوا عن الفتوحات الإسلامية المبكرة نظروا إليها من زاوية واحدة هي زاوية الفتوحات نفسها. فجربوا أن يحللوا المعارك ويعددوا الانتصارات ويقابلوا بين العرب الفاتحين والدول الأخرى المهزومة. وذلك يشمل في معظم الحالات فتوح الشام ومصر والعراق في سلة واحدة. وقلما تنبه الكثيرون منهم على بحث الأحوال الداخلية للدول المهزومة وحسبوا أن ذلك أمر لا يخص الفتوحات. لكن كاتب هذا الكتاب خرج عن ذلك في ناحيتين: الأولى اقتصاره على الميادين البيزنطية التي كان للعرب فيها نصر هنا وهناك. أما الناحية الثانية فتصديه لدراسة أوضاع الدولة البيزنطية العسكرية والمالية والإدارية وحتى الخلافات الدينية ومدى تأثيرها في سير الأحداث والمعارك والانتصارات. وكتابة ما تأثر داخلياً في هذه الإمبراطورية بسبب الفتوحات. والكتاب أنموذج للدراسة العلمية على يد مؤرخ صبور يقلب الأمور من زواياها المختلفة قبل أن يصدر حكماً. ولا يتردد في وضع علامات استفهام عندما تقتضي الضرورة.القضايا التاريخية المتعلقة بتاريخ الفتوحات الإسلامية المبكرة هي دوماً موضع بحث وجدل وخلاف. لأن المصادر متنوعة الأصول، ومتعددة الميول. ولم يكن باستطاعة الباحثين دوماً أن يصلوا إليها، فبعضها فقد، وبعضها الآخر وصلنا مشوشاً. وكثير من الباحثين لم يكن بمقدوره أن يطلع على المظان الأصلية باللغة التي كتبت بها. وإذا تذكرنا أن الكثير من هذه المظان الأصلية باللغة التي كتبت بها. وإذا تذكرنا أن الكثير من هذه المظان الأصلية لم يترجم بعد إلى لغة حية يعرفها الباحثون المحدثون، أدركنا مدى النقص الذي قد يعثر المحاولات التي تمت، والتي تقوم هذه الأيام.مؤلف هذا الكتاب، ولتر كيغي، هو أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة شيكاغو. ومحاولته لا تعدو كونها واحدة من المحاولات الجدية التي تعرضت لقضية الفتوحات الإسلامية المبكرة وبيزنطة. ومما يشفع له ويعزز دراسته الدقة العلمية، إضافة إلى معرفته باللغات التي وضعت فيها أخبار الأحداث، وهي في هذه الحالة العربية واليونانية واللاتينية والأرمنية، ومن ثم، فقد عمد إلى الأصل، فاغترف معلوماته من الينابيع الأصلية، وناقش القضايا التي عرضت بميزان دقيق من الخبرة المنهجية.الكتاب أنموذج للدراسة العلمية على يد مؤرخ دقيق صبور، يقلب الأمور من زواياها المختلفة قبل أن يصدر حكماً. ولا يتردد في وضع علامات استفهام عندما تقتضي الحاجة.مشكلة بيزنطة والفتوحات الإسلامية المبكرة/ الإمبراطورية البيزنطية في زمن تطور متسارع/ المصاعب التي أحاطت باستنباط سبل الدفاع عن سورية/ الاختراقات الاسلامية الأولى للمنطقة البيزنطية/ التجارِب المبكرة في جنوبي فِلَسْطين/ مشكلات التماسك: إعادة النظر في معركة الجابية-اليرموك/ القتال القصيرُ الأمد لإنقاذ شِمَال سوريَة وميزوبوتاميا البيزنطية/ بيزنطة وإرمينية والأرمن والفتوحات الإسلامية المبكرة/ الخلاف والثقة في أزمة القرن السابع/ عناصر الإخفاق والصمود.