إذا كان دخول العرب إلى التاريخ الكوني الفاعل والمتفاعل منذ القرن السابع الميلادي هو التحول، فإن هذا الحدث هو الذي يؤرخ لقيام الدولة كمعمار إمبراطوري، لكن مواكبة التباسين متزامنين. الدولة بالسلطة وبالعقيدة الدينية أيضاً، أي التسييس بالتقديس، بإضافة قلّة وضوح حول النظام الأمثل بدليل العبور السريع من الاستخلاف الشوروي إلى التوريث ا...
قراءة الكل
إذا كان دخول العرب إلى التاريخ الكوني الفاعل والمتفاعل منذ القرن السابع الميلادي هو التحول، فإن هذا الحدث هو الذي يؤرخ لقيام الدولة كمعمار إمبراطوري، لكن مواكبة التباسين متزامنين. الدولة بالسلطة وبالعقيدة الدينية أيضاً، أي التسييس بالتقديس، بإضافة قلّة وضوح حول النظام الأمثل بدليل العبور السريع من الاستخلاف الشوروي إلى التوريث العائلي، ببقاء الإسلام محكّاً للشرعية.أما في العصر الحديث، فإن إشكالية الدولة العربية قد تمثلت بتضارب الأعراف التشريعية، صراع موازين القوة بين التقليد والتجديد وصعوبة محاولات الفكر النهضوي إنجاح مقومات النقلة الحضارية. المواجهة بين "دالات" الثلاثي: دولة – دين – دنيا. أضف إلى ذلك اضطراب هوية الدولة – السلطة التي تتراوح بين النموذج الملكي أو الجمهوري، المدني أو العسكري، مقابل فوضى الدال والمدلول لمفردات رائجة كالانقلاب الذي يعادل مفهوم الثورة، أو الثورة المحمولة على تصوّر الانتفاضة والتمرد.وأما الخط الرابط بين الأسباب والنتائج، الأفول والأصول، فهو ضعف البنى التي قامت عليها دول الاستقلال، ذوبان كل منها في سلطة حاكمة، بحيث أصبحت الاثنتان تشكلان ذلك الهرم القائم على المقلوب! إنه الإعضال حيث السلطة قابلة للتصدّع، فهل أصبح مصير الدولة معلقاً على مشجب المجهول؟