ليس مقصودأ بهذا الكتاب قي طبعته الجديدة أن يكون اجترارا لمأساة الحرب والهزيمة في يونيو 1967 0 وإنما هذا الكتاب هو دعوة لرؤية أكثر شجاعة لحرب 1967 با عتبارها هزيمة سياسية مسئولة عنها القيادة السياسية في ذلك الوقت 00 الأسباب كثيرة ومعروفة و أهمها : إن القيادة السياسية انهزمت لأنها كممت الأفواه، وقصفت الأقلام، وصادرت الفكر، فلم يعد...
قراءة الكل
ليس مقصودأ بهذا الكتاب قي طبعته الجديدة أن يكون اجترارا لمأساة الحرب والهزيمة في يونيو 1967 0 وإنما هذا الكتاب هو دعوة لرؤية أكثر شجاعة لحرب 1967 با عتبارها هزيمة سياسية مسئولة عنها القيادة السياسية في ذلك الوقت 00 الأسباب كثيرة ومعروفة و أهمها : إن القيادة السياسية انهزمت لأنها كممت الأفواه، وقصفت الأقلام، وصادرت الفكر، فلم يعد هناك إلا صوت واحد سوى ظلها، فكان من الطبيعى أن ينحسر ظله ويندحر مجده، وينهزم في أول مواجهة0 هذه هي حرب يونيو هذا هو جلادها وآلاف الشهداء والمعوقين من ضحاياه وليسوا ضحاياها، ومع ذلك فإنه يبقى لحرب يونيو أنها الصرخة التى أيقظت وعى شعب وأمة، فعرفت أن للنصر طريقا واحدا، هو طريق الحرية، حرية أن تقول ما تعتقد، أن تموت فى سبيل ما تعتقد، فكان نصر أكتوبر العظيم00 وإذا كان النصر في أكتوبر كان ثمنه أغلى الدماء وأغلى الشهداء،إلا إنها لم تكن آخر الحروب، بعدها جاءت حرب عدل السلام الذى دفع ثمنه الشهيد العظيم الراحل أنور السادات الذى سبق عصره وتجاوز زمانه وأرغم المستقبل أن يحنى هامته لماض قال فيه أن السلام هو قدر الجميع في المنطقة حتى يتحقق مع العدل التقدم والرخاء0 وإذا كانت غزة قد عادت للفلسطينين، وإذا كانت أريحا قد استعادها الفلسطينيون فإن ذلك بعض مما قدمه السادات تحريرا لأرضهم وأرض العرب الآخرين0 إن تلك الصفحة من كتاب المجد العربى- وهى أولى الصفحات- إنما سطر سطوره دماء شهداء مصر الذين صنعوا النصر فى أكتوبر ، وجهد مكانة مصر التى صنعت السلام لغيرها قبل أن يكون لنفسها معلنة بأن العدل لا يتجزأ وأن السلام غير قابل للانقسام00 إن الهزيمة ليست قدر الشعوب، الباقى والخالد لها مجد الانتصار00 حاقت الهزيمة بمصر في يونيو بقيادة من نعرفه وتأكد النصر لمصر بقيادة من ستخلده مصر محمد انور السادات0