وائل رجب ، الذي رحل مبكراً ، يحول ، في روايته الأولى " داخل نقطة هوائية " الأشياء المرعبة إلى أشياء عادية جداً ، اللامبالاة هي التي تحكم ردود فعله تجاه الحرب ، والموت ، والحياة .في تعليق عابر على زجاجة الكولونيا التي يستخدمها " بيب " في نظافة جسد " عبده " يقول :" رغم ضراوة الحروب الأهلية وسنوات النار الطوال في لبنان ، فقد استطاع...
قراءة الكل
وائل رجب ، الذي رحل مبكراً ، يحول ، في روايته الأولى " داخل نقطة هوائية " الأشياء المرعبة إلى أشياء عادية جداً ، اللامبالاة هي التي تحكم ردود فعله تجاه الحرب ، والموت ، والحياة .في تعليق عابر على زجاجة الكولونيا التي يستخدمها " بيب " في نظافة جسد " عبده " يقول :" رغم ضراوة الحروب الأهلية وسنوات النار الطوال في لبنان ، فقد استطاع هذا البلد الجميل أن يحافظ على منتجاته ومنها الكولونيا " .وفي تعليقه على موت عبده يقول : " ناشيونال وباناسونيك اتحدا ليكونا كياناً عملاقاً في عالم الصناعة ، ومن محاسن هذا الاتحاد تصنيع المراوح التي يمكنها ان تقف مع الإنسان الوحيد في مواجهة الشمس " وبالفعل لم يكن هناك شيء في غرفة النوم مع عبده سوى هذه المروحة ……….. كان الهواء يدخل الجسم عن طريق الفم المفتوح على آخره …..صحيح ان الوفاة لم يمض عليها سوى بضع ساعات إلا أن هناك بعض الأجزاء قد ماتت بالفعل في الجسم نتيجة لعمل السرطان مما قد يسهل عملية التعفن ، إذا لم يتم الاستعانة بالمروحة .في الرواية أيضا حواديت عن الشاطر حسن وأمنا الغولة وبدر البدور ، والتي كانت تروي في غرفة عبده ذاتها ." داخل نقطة هوائية " محاولة لرؤية الموت من خلال الحياة . ورؤية الحياة من خلال الموت .