يعد كتاب "الأدب الصغير" لعبدالله بن المقفع إلى جانب كتابه الآخر "الأدب الكبير" من عيون كتب التربية والأخلاق في الأدب العربي، وسُميَّ "الأدب الصغير" بهذا الاسم؛ لأن مؤلفه "ابن المقفع" قصد بما فيه من نصائح العامة، بينما وجه كتابه الآخر "الأدب الكبير" إلى السلطان والخاصة، وقد قال ابن المقفع في تقديمه للكتاب: "وَقَدْ وَضَعْتُ فِي هَ...
قراءة الكل
يعد كتاب "الأدب الصغير" لعبدالله بن المقفع إلى جانب كتابه الآخر "الأدب الكبير" من عيون كتب التربية والأخلاق في الأدب العربي، وسُميَّ "الأدب الصغير" بهذا الاسم؛ لأن مؤلفه "ابن المقفع" قصد بما فيه من نصائح العامة، بينما وجه كتابه الآخر "الأدب الكبير" إلى السلطان والخاصة، وقد قال ابن المقفع في تقديمه للكتاب: "وَقَدْ وَضَعْتُ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ الْمَحْفُوظِ حُرُوفًا فِيهَا عَوْنٌ عَلَى عِمَارَةِ الْقُلُوبِ وَصِقَالِهَا وَتَجْلِيَةِ أَبْصَارِهَا، وَإِحْيَاءٌ لِلتَّفْكِيرِ، وَإِقَامَةٌ لِلتَّدْبِيرِ، وَدَلِيلٌ عَلَى مَحَامِدِ الْأُمُورِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلاَقِ إِنْ شَاءَ اللهُ". وقال المحقق "وائل حافظ خلف" في حديثه عن الكتاب: "هُوَ خَلِيقٌ بِأنْ يصلَ ليد كُلِّ عربي قارئ، وَمَقْمَنَةٌ لأن يُتلى على كل أمي عابئ". وقد جمع المحقق ما استطاع جمعه من نسخ الكتاب المطبوعة، وقام بالمقابلة بينها، وأثبت في المتن أصوب ما جاء بتلك النسخ، مع ذكر الاختلاف في حاشية الكتاب، وإهمال الخطأ والشاذ، وشرح معظم ما فيه من غريب، وأثرى الكتاب بتعليقاته وشروحه، وقام بضبط النص وتزيينه بالتشكيل الكامل، لكي يصل إلى القارئ في أبهى صورة، مستمتعًا بما ضمه فيه ابن المقفع من درر وجواهر الأقوال في الأخلاق والأدب والتربية.