إلياس سحاب


ولدت في فترة مبكرة نسبياً من القرن العشرين (1937)، في مدينة يافا الساحلية الجميلة والنابضة بالحيوية قبل نكبة 1948. وقد اكتشفت بعد تقدم العمر، وانتقالي الى عمّان واستقراري في بيروت وانا في العاشرة من عمري (1947)، أن عناصر كثيرة تشدني الى ذكريات طفولتي في يافا، لكن أقواها وأعمقها أثراً في نفسي هي ولوجي المبكر لعالم الموسيقى الساحر، الذي ما زال سحره يلعب حتى اليوم، دور المؤثر الأعمق في أحاسيسي ومشاعري ووجداني الانساني.كانت عناصر عديدة مسؤولة عن دفعي الى منطقة السحر في عالم الموسيقى الكلاسيكية، العربية منها والاوروبية:• وجودي، منذ ولادتي، في بيت يضج بمجموعات كبيرة من الاسطوانات العربية المنوعة بين تراث القرن التاسع عشر.• تشبعي في منزل جدي لوالدتي وفي كنيسته (كان قساً انجيلياً)، بالثروة العظيمة للترانيم الدينية الانجيلية، المستقاة، في معظمها من التراث الكلاسيكي الاوروبي (باخ وهاندل وبتهوفن ومندلسون وسواهم).• تعلقي الشديد في وقت مبكر بالفنون الاذاعية المتدفقة كالشلالات في ذلك الحين، بمستوى رفيع من اذاعات القاهرة والقدس والشرق الادنى. حيث كان مقر هذه الاخيرة يقع على بعد كيلومتر أو أقل من منزلي.من احضان هذه البيئة الموسيقية- الغنائية المبكرة جداً في حياتي، انطلقت أتابع بمواظبة شديدة وشغف عميق استمرار العصر الذهبي للموسيقى العربية في القرن العشرين، الذي ظل متواصلاً ومتدفقاً- برأيي- حتى منتصف السبعينيات من القرن المنصرم. ... وبدأت منذ عقد الثمانينيات أجمع كتاباتي الموسيقية (مع إهمالي الكامل لجمع كتاباتي السياسية)، في كتب وأبحاث صدر منها حتى الان:• دفاعاً عن الاغنية العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980.• الفكر السياسي الفلسطيني بعد عام 1948 (القضية الفلسطينة) 1990، الموسوعة الفلسطينية ـ المجلد الثالث.• الموسيقى والغناء في فلسطين، بالاشتراك مع سليم سحاب، 1990، الموسوعة الفلسطينة ـ المجلد الرابع.• موسوعة أم كلثوم ـ السيرة والأغاني، بالاشتراك مع فكتور سحاب، 2003، في ثلاثة مجلدات عن (موسيقى الشرق).


الصفحة الرئيسية