الطاهر أحمد الزاوي


تلقى مبادئ تعليمه في ليبيا، حيث حفظ القرآن في جامع "سيدي على بن عبد الحميد" في قرية الحرشا على الشيخ محمد بن عمر الصالح، ودرس مبادئ الفقه على الشيخ الطاهر عبد الرزاق البشتى وأحمد حسن البشتى والطيب البشتى.شهد بداية الغزو الإيطالى سنة 1911، وحضر معركة الهاني الشهيرة في أوائل سنة 1912.وفي سنة 1912 سافر إلى القاهرة حيث بدأ المرحلة الثانية من رحلته العلمية. فالتحق بالأزهر ودرس النحو والتفسير والحديث وغير ذلك من العلوم التي كانت تدرس بالأزهر. فأخذ عن جماعة من العلماء، وكان من أساتذته الشيخ أحمد الشريف والشيخ على الجهانى المصراتى، ومن شيوخه في مصر حسن مدكور، الشيخ محمود خطاب والشيخ الدسوقى العرب. واستمرت رحلته العلمية هذه سبع سنوات ثم عاد إلى طرابلس سنة 1919،وبقي بها خمس سنوات وعاصر حركة الجهاد الليبي في إقليم طرابلس حتى آخر سنة 1923، وأوفد خلال تلك السنوات في مهمات وطنية في الداخل.سنة 1924 وبعد انتهاء عمليات المقاومة في إقليم طرابلس، خرج إلى مصر ثانية والتحق بالأزهر من جديد، وامتدت إقامته بها حتى سنة 1967، وأحرز خلال تلك الفترة إجازة (العالمية) سنة 1938، وتجنس بالجنسية المصرية. تحدى الشيخ للكثير من الملاحدة والقأديانيين والكماليين (نسبة لكمال أتاتورك) الذين كانوا يستخفون بالدين الإسلامي ويتهمونه بالرجعية. واشتغل بالتجارة حيناً، ثم بالتصحيح والتأليف والكتابة في الصحف، وموظفاً في وزارة الأوقاف. يقول الشيخ الطاهر أنه عاش بمصر 43 عاما مهاجرا ما بين 1924 و1967. وعمل خلال هجرته بوزارة الاوقاف المصرية. وسافر إلى السعودية في أعوام 1955 و1956 و1957 وعمل مدرسا بالمدينة المنورة ثم عاد إلى مصر وعمل مصححا لكثير من الصحف والمجلات والكتب. وخلال إقامته بمصر كرس الكثير من وقته للكتابة عن القضية الليبية وعن نضال الشعب الليبى وتاريخه.وقد أعطى الشيخ الطاهر كل وقته الذي عاشه في مصر، أي نحو أربعة عقود، للدراسة والكتابة. ويوصف بأنه كان صبورا من أجل التعلم والتعليم والبحث والكتابة. وأنه كان موسوعيا في علمه وفيما ألّفه من كتب، إذ أنه أّلف في اللغة، فأعاد ترتيب القاموس المحيط ليكون أكثر يسرا في البحث. وقال أنه وضعه على منهج قاموس مختار الصحاح والمصباح المنير.أما المجال العلمي الذي برز فيه الشيخ الطاهر وكان من رجاله الأفذاذ، فهو مجال التاريخ، حيث أصبحت كتبه من أهم المراجع وخاصة ما كتبه عن جهاد الشعب الليبى خلال النصف الأول من القرن العشرين.أّلّف كتابًا عندما كان في مصر، طعن فيه ‏في الدعوة السنوسية، وفي قادتها، وخاصة "دورهم المتخاذل أو المتواطئ" ـ كما يصفه ـ في حركة الجهاد الليبي ‏ضد الطليان.وعاد إلى ليبيا سنة 1967.وكان ممنوعاً من العودة إليها. وبعد قيام ثورة الفاتح سنة 1969 أعطى إقامة دائمة وردت إليه جنسيته الليبية، وعين مفتيًا للبلاد. منح شهادة تقدير في عيد العلم الثاني 1971 لمَاَ قام به من جهود في ميدان الدراسات التاريخية.


الصفحة الرئيسية