الحارث عبد الحميد حسن


ولد الدكتور الحارث عبد الحميد حسن في بغداد عام 1950.درس في جامعة بغداد / كلية الطب وحصل منها على البكلوريوس في الطب والجراحة عام 1973. حصل على الدبلوم في الطب النفسي من جامعة لندن وجامعة دبلن عام 1979 والدبلوم العالي في الامراض العصبية من جامعة دبلن عام 1980 وماجستير فلسفة في الطب النفسي من جامعة ادنبرة/ بريطانيا.عمل في مستشفى الرشيد العسكري – 1973-1976/ طبيب مقيم دوري ثم مقيم اقدم في نفس المستشفى ومستشفى اليرموك التعليمي –بغداد. و رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية – مستشفى القوة الجوية والدفاع الجوي/1982-1984 و رئيس قسم الأمراض النفسية – مستشفى السليمانية العسكري1984-1985 ورئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية – مستشفى الكندي التعليمي العام – 1986.اشرف على العديد من رسائل واطاريح الماجستير والدكتوراه وله مؤلفات وتراجم عديدة في مجالات مختلفة.شغل منصب المدير العام لمركز البحوث النفسية منذ تأسيسه عام 1987-2006.الحارث عبد الحميد الذي اغتالته أيادي الظلام في العراق هذا الاسبوع أول عراقي أبحر في علوم الباراسايكولوجي، وعني بتجاربه منذ عين مديرا عاما لمركز البحوث النفسية عام 1987 ثم نشر تجاربه في المجتمع منذ انتخب رئيسا لجمعية الباراسايكولوجي العراقية عام 1993. وكان يحاول باجتهاده العلمي الخاص ان ينقل الباراسايكولوجي من مستوى الاساطير الشعبية الى مستوى الحقائق او النظريات العلمية الدالة، فأحدث جدلا واسعا في الاوساط الثقافية والاكاديمية واقام الحجة على منطق ابحاثه في هذا الميدان برهانا مرة وواقعا تطبيقيا مرة اخرى، ومن ذلك قيادته لمشروع الدراسات العليا لاطروحة الباراسايكولوجي واطروحة علم النفس السريري، فأثبت مشروعية الباراسايكولوجي في المجتمع ومدى اهميته في تطوير العبقرية العراقية رغم صعوبات وضعت امامه لان في الحارث جاذبية تثير عليه حسادا ومشعوذين لايملكون سوى عين تقدح شررا وتنزف ألماً. والاكاديمية العراقية وجدت فيه المحرك الدينامي لموضوعات الابتكار والابداع، على صعيد الدراسات النظرية او الميدانية وكان يقول في محاضراته لطلبة الدراسات العليا بان فكرة الابتكار ليست اختراع آلة واكتشاف جهاز بل هي تنصب على جوهر التفكير في الانسان: كيف يفكر وأين ومتى وفي أي مستوى وكيف يؤسس له طريقة مستقلة في التفكير، اذ كان في ذلك يعلم الطلبة طريقة التفكير التباعدي وليس التقاربي التقليدي الذي ينحصر في الرتابة والروتين، وكان كل هدفه من ذلك ان يعلم الاجيال التحدي العقلي وسلوك الاصعب ان ارادوا الارتقاء، وفي اجتهاده ايضا ابتكر طريقة جديدة لتحفيز التفكير الابداعي في التعليم الطبي معتمدا فيها على الوسائل العلمية المعروفة عالميا وصورها وطوعها بما يتوافق والعقل العراقي.ولو كان أحيط برعاية رسمية كافية لتحولت فرضياته التي بشر بها دائما الى نظريات تحسن من نشاط العلم العراقي ومن فرضياته تلك: وجود علاقة بين العقل والنفس والروح، ووجود صلة بين الجانب المادي والروحي في حياة الكائن البشري.. وله ايضا فرضيات كثيرة تخص علم النفس في المنظور الاسلامي من وجهة نظر دينية بعيدة عن التعصب والانغلاق، وقد شاعت بعض اكتشافاته في خارج العراق منها: كشفه عن العلاقة بين وظيفة الغدة الصنوبرية في الدماغ والقدرات فوق الحسية عند الانسان، كما وضع دراسات اجتهادية عن الاحلام من خلال الربط بين الجانب التراثي والجانب العلمي المعاصر ودراسات اخرى في فن (اليوغا) والاستشفاء النفسي وكان في هذه الدراسات صبورا رضي الروح متأملا والنفس عالية.هو الحارث بن عبد الحميد حسن السلمان ولد في بغداد 1950 ونشأ في الاعظمية واشتق اسمه (الحارث) من حلم لوالدته وهي في شهرها السابع من الحمل وكان ابوه ولد في مدينة العمارة وينتسب الى قبيلة بني اسد اشهر قبائل العرب، اما والدته فهي قيسية الجذر، و هذا التشابك والتصاهر النسبي ولد في الحارث سماحة الاداء الرسالي.وكان ابوه القوة المؤثرة الوحيدة في اعماقه فهو أنموذجه في الجلد والصبر والارادة فمنذ طفولته فقد والده بصره ونزح من العمارة الى بغداد وهو في الثانية عشرة من عمره وتعلم بطريقته الخاصة وكتب النثر والشعر بطريقته الخاصة ايضا، ولابداعه المميز رتبت له الحكومة راتبا خاصا ثم واصل تعليمه فتخرج من دار المعلمين العالية 1942 وتزوج من والدة الحارث التي كانت تلميذة له في دار المعلمات واشتهر والده نحويا بلاغيا بيانيا وكان رفيقا لمحمد رضا الشبيبي ومهدي البصير وعبد الرزاق محيي الدين ويسهم في مجالسهم الادبية والحارث طفل معه يلهو بالكلمات ولما كبر الحارث كبرت صورة ابيه في ذاكرته وكبرت فيه ايضا اسئلة عن كيف يبدع الانسان كأبيه، فصار السؤال احد هواجسه للبحث عن التفكير الحي والمستقبل الجديد.فاذا كان الحارث قد تعلم الحب والايثار والجدل والتسامح من ابيه واثناء مرافقته له في مجالس بغداد، واذا كان ايضا قد تعلم الاستقامة الدينية المتفتحة من والدته التي تنتمي الى اسرة دينية مؤمنة اذا كان هذا المزيج النقي قد تسرب الى كيانه الروحي، فكان لابد ان ينشأ طري الروح نبيل العناق رقيق التجاذب بين الناس جميعا فاستقام على مثل نبيلة.أكمل دراسته الاولية وانتمى الى كلية الطب ثم انتقل بدراسته الطبية الى القاهرة 1966 وهو على مقاعد الطب درس في جامعة الازهر وحصل على ليسانس في الدراسات الاسلامية 1970 وعاد الى بغداد ليكمل دراسته في كلية طب بغداد عام 1973 ثم درس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة مساءً ورحل الى بريطانيا 1977 للتخصص في الطب النفسي وتخرج 1982 وكان عن طريق المراسلة درس القانون ثلاث سنوات في الجامعة المفتوحة في بريطانيا وعندما نال شهرة علمية منحت له عدة عضويات في جمعيات طبية وفلسفية وعلمية اخرى دليلا يقام على تعددية تفكيره الانساني.الآن وقد رحلت عنا ايها الحارث بذور الوعي الحارث بذور الاسئلة الموعودة وانت تعلم انك سترحل على يد اثمة والاثمون دائما لايطيقون حارثا يحرث في الارض الطيبة.فنم في قبرك سعيدا مباركا وتذكر ان عاشقين كثيرين كانوا يقرأون خلودك في قامتك الشمس وفي سطورك التي لاتمحى من يوم جئت انت وأبوك وقبيلك الاسد الشجاع.


الصفحة الرئيسية