تشيدي ماتشيا


يعدّ تشيدي ماتشيا واحداً من أهمّ الشعراء المعاصرين في الصين. تبنّى ماتشيا قضايا الأقليات والمستضعفين، فجاء شعره منحازاً إلى «الإنسان» أولاً. تميزت قصائد تشيدي ماتشيا بانتمائها أو الأصحّ التصاقها بالأرض والهوية والوطن، وكان لطفولته أو ظروف نشأته أثر كبير في انتقاء هذا النهج من دون غيره، باعتبار أنه ينتمي إلى قومية من الأقليات الصينية.عُرف ماتشيا كشاعر وكاتب وخطّاط، وهو عرف كيف يستثمر مواهبه الإبداعية كافة للاحتفاء بقوميته التي طالما افتخر بها. حازت مجموعته «صورة ذاتية وقصائد أخرى» الجائزة الأولى في الشعر عن الدورة الثانية للأدب الوطني الصيني، ومجموعة «اثنتا عشرة قصيدة لتشيدي ماتشيا» جائزة الأدب عن مقاطعة سيتشوان الصينية.وإضافة إلى كونه شاعراً معاصراً ممثلاً لشعر الأقليات، يشغل ماتشيا - المولود عام ١٩٦١ في داليانجشان في مقاطعة سيتشوان - منصب عضو مجلس مقاطعة تشينجهاي، ووزير الدعاية، ورئيس اتحاد كُتَّاب أقليات القومية الصينية، ومستشار جمعية الشعر. وبعد ترجمة أعماله إلى عدد كبير من اللغات مثل الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والتشيكية والصربية والكورية والبولندية والألمانية، صدرت أخيراً الترجمة العربية لمجموعته الشعرية «لهيب نار وكلمات» عن دار الساقي، ترجمها سيّد جودة وقدّم لها الشاعر أدونيس الذي أثنى على قصائد هذا الشاعر المتميّز وأسهب في تعريف هذا الشاعر الذي وصفه بأنّه «صيني جديد يسير على طريق الحرير الشعرية بين بلاد الصين وبلاد العرب. أتخيله سندباداً مزدوج الجنسية، صينياً عربياً، يمتطي موجة الشعر في سفره على هذه الطريق. كل شاعر حقيقيّ سندباد يعرف أسرارَ هذه الموجة. والسرّ الأعمق في هذه الموجة هو أنّها لا تُرى، حقّاً، إلا بوصفها حركةً متواصلة في بحر الشعر».


الصفحة الرئيسية