الكتاب يعكس رؤية المؤلف لدور اليونسكو الذي يجب ان يكون فعالاً لمواجهة تحديات القرن الجديد الذي ينتظر العالم كي لا يسقط في "حقبة عالم مضى".في عالم حَوّلهُ تقدمُ العلم والتكنولوجيا والإتصال إلى قرية عالمية، وفي ظلٍّ وضع دولي مُثقلٍ بالإحباط والخيبات، وحيث يبحثُ المجتمعُ عن علامات يُهتدى بها، ويواصلُ المحرومون والمعدمون مواجهاتهم، ...
قراءة الكل
الكتاب يعكس رؤية المؤلف لدور اليونسكو الذي يجب ان يكون فعالاً لمواجهة تحديات القرن الجديد الذي ينتظر العالم كي لا يسقط في "حقبة عالم مضى".في عالم حَوّلهُ تقدمُ العلم والتكنولوجيا والإتصال إلى قرية عالمية، وفي ظلٍّ وضع دولي مُثقلٍ بالإحباط والخيبات، وحيث يبحثُ المجتمعُ عن علامات يُهتدى بها، ويواصلُ المحرومون والمعدمون مواجهاتهم، وحيثُ يُصبحُ الفقراء كل يوم أكثر فقراً والأغنياءُ أكثر غنىً، ويطغى العنفُ والأصوليةُ العمياء على القيم والأسس التي تقوم عليها الإنسانية، ويجتاحُ الإستبعادُ الإجتماعي طبقات كاملة من السكان، يُدمِّرُ آمالها وثقتها بحضاراتها، وحيث تُنتهك حقوق الإنسان وحقوق الشعوب وكرامتها على نحو خطيرٍ وأحياناً على نحو مكثف وساحق، في عالمٍ كهذا يجبُ على اليونسكو التي قال عنها نهرو ذات يوم إنها "ضميرُ العالم" إن تستبقَ الأحداث التي تعصف بالعالم، وإن تمتلك رؤيةً متكاملةً للمستقبل القريب والبعيد تستجيبُ لإحتياجات الإنسانٍ الأخلاقية والفكرية والمادية، إننا لا نستطيع مواصلة اللجوء إلى الوسائل والطرق التي عفى عليها الزمنُ واتضح عدمُ فاعليتها في مواجهة تحديات القرن الجديد الذي ينتظرنا، وإلا سقطنا في "حقبة عالم مضى" وفقاً لعبارة بول فاليري.بيدَ أن هذا الرعب العبثيٍّ، وهذا الثراءَ الذي يضاعفُ الفقرَ، وهذا التنكُّر للقيم وعدم تلبية المطالبة بالإنصاف الإجتماعي والإقتصادي، ينبغي أن لا يحجب عن أنظارنا نوراً يلوحُ في الأفق، يحمل لنا بعض الأمل، ويتوقف علينا وحدنا إدراك ذلك، ويتحثم علينا أن نتبنى أسلوباً شاملاً وعملياً، وأن تتخذ خطوة جسورةً ومسؤولة لمواجهة هذه التحديات بحلول متماسكة وغير مجزأة.بهذا وحده وليس بتحسين الواجهة نستطيع أن نخلف للأجيال القادمة عالماً أفضل، ينبغي أن نعرف كيف نغادر الدروب المرصوفة ببلاغات وإعلانات مبادئ لا غد لها، ولنتجه نحو طريق الحلول الملموسة ونطبقها بآليات جديدة تشكلُ قطيعةً مع بعض الممارسات التي أصبحت غير مناسبةٍ لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.«الكتاب مساهمة في معرفة العمل الراهن لليونسكو في تنفيذ مشاريعها تمهيداً لدخول عالم المستقبل الذي سيحل غداً، عالم القرن الواحد والعشرين».