يتضمن هذا الكتاب عرضاً لمجمل معرفة الكاتب وقناعاته حول ظاهرة نرى أنها من أهم ما يميز الوضعية الإجتماعية - الإقتصادية في الوطن العربي في الفترة الراهنة من تاريخه، التي كثيراً ما سميت، وبحق، بالحقبة النفطية.ولعل من أبرز ملامح هذه الحقبة تدفق أعداد كبيرة من العمال وذويهم على البلدان العربية النفطية للنهوض بأعباء مختلف صنوف النشاط ا...
قراءة الكل
يتضمن هذا الكتاب عرضاً لمجمل معرفة الكاتب وقناعاته حول ظاهرة نرى أنها من أهم ما يميز الوضعية الإجتماعية - الإقتصادية في الوطن العربي في الفترة الراهنة من تاريخه، التي كثيراً ما سميت، وبحق، بالحقبة النفطية.ولعل من أبرز ملامح هذه الحقبة تدفق أعداد كبيرة من العمال وذويهم على البلدان العربية النفطية للنهوض بأعباء مختلف صنوف النشاط الإجتماعي - الإقتصادي، التي قامت بمعدلات مرتفعة نتيجة لإستخدام عائدات النفط في مشروعات للتحديث في تلك البلدان، وخاصة في النصف الثاني من السبعينات، ولم يكن ممكناً الإعتماد كلية على القوى العاملة المواطنة فيها.ولقد اهتم الكاتب بدراسة الهجرة للبلدان العربية النفطية عبر السنوات الماضية، إبتداء من تكليف من مكتب المتابعة لمجلس وزراء العمل والشؤون الإجتماعية بالأقطار العربية الخليدية، عن طريق المعهد العربي للتخطيط، بالقيام بدراسة عن "إستخدام الأيدي العاملة في البلدان العربية الخليجية وإمكانية الإستفادة من الأيدي العاملة العربية" قدمت أيلول/ سبتمبر 1979.ويجدر الإشارة أن الكاتب قد نشر بأشكال مختلفة عدداً من الدراسات المنفردة حول موضوع الهجرة للبلدان النفطية، ويمثل الكتاب الحالي محاولة لتطوير وإنضاج بعض هذه الدراسات، إضافة إلى أجزاء أخرى كتبت خصيصاً لكي تلتئم في إطار تركيبي متسق داخلياً من منظور تأثير الهجرة للبلدان النفطية على التنمية العربية، قطرياً وقومياً.ولم يقصد المؤلف من العمل تقديم معالجة موسوعية لكل جوانب ظاهرة الهجرة للعمل في البلدان العربية النفطية، فهذا أمر يتعدى قدرة الكاتب من ناحية، ولا تبرره قاعدة البيانات والمعلومات المتوافرة عن الموضوع من ناحية أخرى، ولكن الغرض الرئيسي الذي إبتغاه كان عرض وجهة نظر حول أهم جوانب الظاهرة محل الدراسة.ويحوي الكتاب، بعد المقدمة وفصل تمهيدي يتناول خلفية الإقتصاد السياسي للهجرة تجاه منابع النفط، معالجة لظاهرة الهجرة للبلدان العربية النفطية، أولاً من منظور بلدان المنشأ ثم من منظور بلدان الإستقبال، بالتركيز على البلدان العربية الخليجية، وفي هذين القسمين اعتمد المؤلف أسلوب تقديم دراستي حالة معمقتين لإثنين من البلدان العربية المعنية، راعى فيهما التمايز على أحد المتغيرات الجوهرية في عملية الهجرة، قبل التعرض لمناقشة عامة نسبياً لكل من بلدان المنشأ والإستقبال، وتقدم كل من دراسات الحالة الأربع نظرة معمقة لأحد الجوانب التي نعتبرها جوهرية في عملية الهجرة للبلدان العربية النفطية، ويختتم الكتاب بالتعرض لبعض الأبعاد القومية لظاهرة الهجرة تجاه منابع النفط.