" الإمبراطور الصغير " رائعة الروائي البحريني " محمد عبد الملك " تمثل في أعماقها مرافعة بليغة في الدفاع عن الحقوق والحريات كقيمة إنسانية عليا، يستخدم فيها الكاتب مقاربة تاريخية – إجتماعية تستند أحداثها إلى تجربة بلاد الارخبيل، حيث يستخدم الروائي هنا بنية رمزية أكثر منها واقعية ليعبر من خلالها عن أطماع المستعمرين وتكالبهم على نهب ...
قراءة الكل
" الإمبراطور الصغير " رائعة الروائي البحريني " محمد عبد الملك " تمثل في أعماقها مرافعة بليغة في الدفاع عن الحقوق والحريات كقيمة إنسانية عليا، يستخدم فيها الكاتب مقاربة تاريخية – إجتماعية تستند أحداثها إلى تجربة بلاد الارخبيل، حيث يستخدم الروائي هنا بنية رمزية أكثر منها واقعية ليعبر من خلالها عن أطماع المستعمرين وتكالبهم على نهب ثروات الشعوب الضعيفة. تدور الرواية حول إمبراطور يتآمر مع شركات أمريكية ترغب بالتنقيب عن الذهب في بلاده ( الأرخبيل ) ومن هذه النقطة يبدأ الروائي في سرد تاريخ طويل لهذا الأرخبيل الذي يعاني أهله من ظلم الإمبراطور ورغبة شركات التنقيب في نهب خيرات البلاد، ومحاولة الأهل بقيادة الزعيم التخلص من كل هذا الظلم. تجسد هذه الرواية في كثير من مفاصلها التاريخية وأحداثها كفاح الشعوب في سبيل نيل حقوقها وكذلك بروز حركات التحرر والإصلاح في العالم والتي أسهمت في بث الوعي الشعبي لحقوق الأفراد والدول معاً. يقول الروائي واصفاً حال الإمبراطور: " فكر الإمبراطور في الطريقة التي تقضي على الزعيم المحرك للعمال والطلبة والموظفين وصغار التجار " كانت أحداث سياسية إصلاحية تحدث في دول الجوار. ماذا يريد هؤلاء؟ إصلاحاً إقتصادياً، إصلاحاً عاماً، وأن يرفع الإمبراطور يده. كانت البلدان التي تحيط ببلاد الأرخبيل تعلن إحتجاجها في وقت واحد. وهذا ما حيّر الإمبراطور وإدارة المستعمرات...وما يحدث هناك يحدث هنا. والمشاكل واحدة ومتشابهة إلى حد كبير فردة الفعل تتشابه، وتأتي على هيئة واحدة في الضغوط والمقاومة والتصدي. الأحداث تزامنت معاً ". وأخيراً تنتهي أحداث الرواية بموت الإمبراطور بعد أن إنقلب كل شيء عليه إثر تخلي إدارة المستعمرات عنه وتقديمه للمحاكمة. وهنا يتساءل المرء هل وجدت السلطة لتحسين أوضاع الناس أم لتدميرها؟ يقول الكاتب: " كانت السلطة نائية، وكان الناس أحراراً وعندما نضجت عقولهم جلبوا المحن من كل مكان كما يجلبون المال والذهب...السلطة تمنح الحياة للناس وتأخذها...وهي رأس البلاء في العالم.