كان الإمام الشّهير، والأستاذ الكبير، "الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله"، من أهم الأعلام الّذين أسهموا في خدمة العربيّة لغةً، وأدبًا. ومَن اطلع في مصنّفاته عرف مدى الجهد المضني الّذي حاوله، وإلى أيّ غاية كان سبقُه في هذا المضمار الّذي ما رقاه مَن قبله، ولا مَن بعده إلاّ أفراد من العلماء، سمح بهم الزّمان على فترات من الدّهر، ...
قراءة الكل
كان الإمام الشّهير، والأستاذ الكبير، "الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله"، من أهم الأعلام الّذين أسهموا في خدمة العربيّة لغةً، وأدبًا. ومَن اطلع في مصنّفاته عرف مدى الجهد المضني الّذي حاوله، وإلى أيّ غاية كان سبقُه في هذا المضمار الّذي ما رقاه مَن قبله، ولا مَن بعده إلاّ أفراد من العلماء، سمح بهم الزّمان على فترات من الدّهر، وهو بهم ضَنين.ومن مصنّفات الإمام "ابن خالويه" كتابه (إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم)، هذا الكتاب الّذي أفصح عن مضمونه عنوانُه، قد حفل بكثير من الاعتراضات، جاءت في ثناياه على شكل استفسارات، وتساؤلات وضعها ابن خالويه، في صلب مباحث كتابه هذا، ثمّ أتبعها بالبيان من خلال وضع جوابات لها؛ فكانت لِمُبهَمها كاشفة، ولِمَستُورها مُجلِّيّة. أحسب أنّ قارئه، لا يكاد يستغني عنها، وهو يُقلّب ناظريه فيه.وقد رغب الكاتب من قديم في جمع هذه الاعتراضات مصحوبة بأجوبتها، بعد أن وَسمها بـ(لطائف التّأويل في جواب مَن قال فإنْ قيل؟)؛ لتكون لطلبة العلم على طرف الثُّمام.ومجموع هذه اللّطائف هو خمس وسبعون (75) لطيفة، توزّعها الكاتب أربعٌ وعشرون (24) سورة، وأضاف إليها مباحث الاستعاذة، والبسملة.