إنفجار الصمت النسوي هذا ليس إلا دلالة من دلالات التمرد على فروض البطركية، وهو ما يعني أن الذوات الروائية بقدر ما هي بحاجة إلى أن تؤكد على علو شأن هذه القيم التحررية. وتخصيب قاموس المطالب الأنثوية بالمطالب العادلة، لا يفترض أن تغفل عن حقيقة مفادها أن العقل الجمعي للمستنيرين والمستنيرات يفترض أن يشتبك مع الوعي الجمعي من خلال سجال ...
قراءة الكل
إنفجار الصمت النسوي هذا ليس إلا دلالة من دلالات التمرد على فروض البطركية، وهو ما يعني أن الذوات الروائية بقدر ما هي بحاجة إلى أن تؤكد على علو شأن هذه القيم التحررية. وتخصيب قاموس المطالب الأنثوية بالمطالب العادلة، لا يفترض أن تغفل عن حقيقة مفادها أن العقل الجمعي للمستنيرين والمستنيرات يفترض أن يشتبك مع الوعي الجمعي من خلال سجال يقارب القضايا الجوهرية، وليس باستعراض مظاهر شائهة من قبل ذات مترفعة تضع كل المتواليات الإجتماعية تحت طائلة النقد دون إحتراز. أو تتموضع بما يشبه القطيعة مع الآخر بكل تمثلاته، وهو ما قد يحرف المهمة التنويرية عن أهدافها ويصيبها بالعطالة. فالمجتمع المدني ليس مفهوماً خلاصياً مجرداً، أو إفتراضاً ذهنياً بقدر ما هو ضرورة تتحقق فيها المجتمعية غير الفردية الأمر الذي يستوجب أن تحدث الرواية في السعودية تماسها بعملية تاريخية على درجة من التعقيد بعيداً عن رطانة الهوية والأصالة والخصوصية. وبدون الرهان على إنهاضه بروافع الشعارات السياسية والحقوقية الفارغة وما يتبع ذلك من مزايدات العلمنة والحداثة والليبرالية أو مناحات النسوية، التي تكتظ بها تلك المتوالية من الروايات المحقونة بالصراخ الحقوقي. والعناوين المطلبية، فيما يبدو إنفصاماً ما بين وعي قائم وآخر ممكن، أو محلوم به.