السنن الإلهية في الأمم والأفراد في القرآن الكريم - أصول وضوابط

" السنن الإلهية في القرآن الكريم " موضوع احتفى به القرآن في كثير من آياته , لأن تلك السنن هي القانون الذي يحكم النظام لحركة الحياة والأحياء في هذا الكون . وأظهرت الدراسة قطعية تلك السنن في الحجية والاستدلال ؛ إذ إنها مؤيدة بالنص الصريح الذي يطابق الواقع وتثبته التجربة والاستقراء بخصائص تضمن استمرارها وعدالتها وعمومها بين الخلق , فهي ثابتة لا تتغير , ومطردة لا تتخلف , وعامة تشمل البشر جميعاً , مما يثبت اتساقها مع الفطرة الإنسانية . ولقد حاولت الدراسة أن تثيرهمم العلماء والباحثين لضبط القواعد الحاكمة لموضوع " السنن الإلهية " توطئة لمناقشة إمكان جعلها علماً مستقلاً ينطلق من " التفسير الموضوعي للقرآن الكريم " ويحتمى بقواعد " تفسير النصوص " و" علوم القرآن " من خلال إظهاره لإعجاز القرآن وخلوده وصلاحيته لأن يكون مُوَجَّهًا للعالمين . لأنه مما تتلقاه العقول بالقبول . وبذلك تعد " السنن الإلهية " مدخلاً إيمانيًّا , وإطارًا صحيحًا , ورافدًا دائمًا , لكثير من العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات الصبغة الإيمانية والأخلاقية