مثل هذا الكتاب محاولة لاستقصاء سعي الرسول الكريم إلى "تأسيس" فضيلة الرحمة في التاريخ الإنساني بوضعها في قلب شريعة كاملة حتى لا تبقى مجرد دعوى أو تعاليم هالمة في القضاء، ولكن من أن يتحول هذا التأسيس إلى "مؤسسة" أو "كهنوت" تدعي حق الرقابة المادية الصارمة على الضمير أو الأخلاق.كان التاريخ بحاجة إلى تأسيس الرحمة في ضمير البشري، لتصي...
قراءة الكل
مثل هذا الكتاب محاولة لاستقصاء سعي الرسول الكريم إلى "تأسيس" فضيلة الرحمة في التاريخ الإنساني بوضعها في قلب شريعة كاملة حتى لا تبقى مجرد دعوى أو تعاليم هالمة في القضاء، ولكن من أن يتحول هذا التأسيس إلى "مؤسسة" أو "كهنوت" تدعي حق الرقابة المادية الصارمة على الضمير أو الأخلاق.كان التاريخ بحاجة إلى تأسيس الرحمة في ضمير البشري، لتصير ملهماً له، ولكن من دون قهر، كذلك تأسيسها في العقل لتبقى منارة واضحة المعالم يمكن لجموع البشر الاهتداء إليها، ولكن من دون قسر وهذا بالضبط ما جاء به الإسلام وجسده "محمد صلى الله عليه وسلم" فالإسلام، دين شامل يعني بكافة مجالات الحياة، ويخاطب كل الشعوب والأجناس، كما أنه آخر الأديان فلا رسالة بعده ومحمد "صلى الله عليه وسلم" خاتم الأنبياء، فلا نبي يتبعه، وقد اقتضت هذه وتلك ضرورة تشريع الرحمة في إطار واسع ومحكم.