لم يبالغ السيناتور باراك أوباما كثير وهو يقول لمؤيديه في سانت بول في بداية حملته الانتخابية إنهم يصنعون التاريخ، فالحقيقة أن السيناتور الديمقراطي الشاب هو الذي صنع التاريخ عندما أصبح أول أمريكي أسود يفوز بترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب الرئاسة وأول أمريكي أسود يدخل البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. كان من المستحيل...
قراءة الكل
لم يبالغ السيناتور باراك أوباما كثير وهو يقول لمؤيديه في سانت بول في بداية حملته الانتخابية إنهم يصنعون التاريخ، فالحقيقة أن السيناتور الديمقراطي الشاب هو الذي صنع التاريخ عندما أصبح أول أمريكي أسود يفوز بترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب الرئاسة وأول أمريكي أسود يدخل البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. كان من المستحيل أن تأتي هاتان الكلمتان في جملة واحدة أو سياق واحد في بلد واحد دون أن تتبعهما علامة الاستفهام، إذ كيف يكون الرئيس الأمريكي أسود. لكن ذلك المستحيل أصبح ممكنا فحضور أوباما القوي يبعث موجة كهربائية في الجسد الأمريكي، وكأنه يفاجئ أمريكا ببساطته وأحلامه، معيدا إليها صورة هي مزيج من الواقعية والرومانسية عما يمكن أن يحققه ابن مهاجر أفريقي في بلد تصف نفسها بأنها أرض الأحلام وأرض الفرص. وهو حضور يؤكد أن صورة أمريكا في تعاملها مع الأعراق المختلفة في تطور متواصل، بدءا من استعباد السود والتمييز ضدهم مرورا بحركة الحقوق المدنية والبرامج التمييزية لصالحهم، ووصولا بتقلد أمريكي أسود أعلي منصب في الدولة، وهو تطور لم تحققه أي ديمقراطية غربية أخري. لكنه يضع في الوقت ذاته التجربة الأمريكية علي المحك بمن معه وبمن ضده. وهو ما سيحاول هذا الكتاب إبرازه.