كلمة "الجَنْك" تبدو غريبة على القارئ، الجَنْك في الأصل هو آلة موسيقية، إلاَّ أنه في هذا الكتاب يحمل مفهوماً آخر. هو الدفتر الذي يكتب فيه الحلبي العاشق، المغنى والطرب، الأغاني والقصائد والمواويل التي يحبها.. ولكن هذا الكتاب يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ يتضمن الأغاني التي ترافق الإنسان منذ كان في بطن أمه إلى أن يصير في بطن الأرض! ففيه...
قراءة الكل
كلمة "الجَنْك" تبدو غريبة على القارئ، الجَنْك في الأصل هو آلة موسيقية، إلاَّ أنه في هذا الكتاب يحمل مفهوماً آخر. هو الدفتر الذي يكتب فيه الحلبي العاشق، المغنى والطرب، الأغاني والقصائد والمواويل التي يحبها.. ولكن هذا الكتاب يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ يتضمن الأغاني التي ترافق الإنسان منذ كان في بطن أمه إلى أن يصير في بطن الأرض! ففيه رواية متكاملة عبر الأغاني عن الأجيال التي عايشها المؤلفان. يغرفان مما اكتنزته الذاكرة منذ الطفولة المبكرة، ويجمعان، ويصوبان، ويكملان.. أهازيج الأمهات، حكايا أولاد الحارة وما بها من عدّيات وحواريات ولوحات ومجاكرات... عوالم الكتاتيب والمدارس، أنماط ونماذج إنسانية متنوعة تألفت مع حياة المؤلفين في مجتمع زاخر بالأغاني التراثية عبر جهد مضن امتد لأكثر من عشرين عاماً! 158288 يوسف سامي ليوسف من أبرز النقاد في التراث والشعر والأدب بعامة حيث قدم العديد من الدراسات النقدية في هذه المجالات. وفي هذه الفترة حيث يلحظ تراجع الشعر عن غيره من فنون الأدب, وحيث يتحدث الكثيرون عن أزمة الشعر او شعر الأزمة. تأتي هذه المساهمة من الناقد "اليوسف".ونظرية الأدب في الثقافة العربية تحتاج إلى تأسيس وإغناء وتطوير وذلك بغية اتخاذها تربة خصيبة من شأنها أن تخصب النقد الأدبي نفسه.ويجيء هذا الكتاب ليصب في جهده كله على الإسهام في انماء نظرية للشعر همها الأول ترسيخ معيارا نقديا صالحا للإستعمال التطبيقي ولاسيما لدى إصدار حكم القيمة الناضج. وهو يحاول اقتراح منهجا لدنا يتسم بالمرونة. كما أن هذا الكتاب يسعى إلى إضفاء أهمية قصوى على الذائقة الفنية التي لا تقبل الإندراج إلا في المناهج الحرة المهمومة بروح الإنسان وبقيمتها الأزلية.