انتبهت الحركة الصهيونية منذ مؤتمرها الأول في بال عام 1897 أي بعد سنوات قليلة من ولادة السينما إلى أهمية هذا الاختراع الحيوي. وإلى أهمية الدور الإعلامي والدعائي الخطير الذي يمكن أن يلعبه. بعد المؤتمر بفترة وجيزة تم التشديد على ضرورة استخدام السينما كوسيلة لنقل الفكر الصهيوني إلى اليهود أنفسهم وإلى الشعوب الأوروبية بشكل خاص.. وتطو...
قراءة الكل
انتبهت الحركة الصهيونية منذ مؤتمرها الأول في بال عام 1897 أي بعد سنوات قليلة من ولادة السينما إلى أهمية هذا الاختراع الحيوي. وإلى أهمية الدور الإعلامي والدعائي الخطير الذي يمكن أن يلعبه. بعد المؤتمر بفترة وجيزة تم التشديد على ضرورة استخدام السينما كوسيلة لنقل الفكر الصهيوني إلى اليهود أنفسهم وإلى الشعوب الأوروبية بشكل خاص.. وتطورت الخطط الآنية والاستراتيجية للصهيونية بحيث جندت السينما للتركيز على "دعم فكرة الوطن القومي لليهود في فلسطين، واستثارة عطف الأوروبيين وصبغ الفكر الصهيوني بالطابع الإنساني، وتأكيد حق اليهود في فلسطين وإغفال ما عداه".ولاحقاً، ومع احتدام الصراع العربي الصهيوني وظفت الصهيونية السينما لتضليل الرأي العام العالمي بسلسلة من الأفلام التضليلية حققها سينمائيون أوروبيون وأمريكيون طبقاً للبنى السياسية الإمبريالية التي تتقاطع مع التوجهات الصهيونية.هذا الكتاب يسلط الضوء على النشاط الصهيوني في هذا المجال، ذلك النشاط الذي استخدم كل أنواع الخداع والتضليل لتحقيق غايات الصهيونية الآنية والبعيدة..هذا ويحتوي الكتاب على ستة فصول، وفي الفصل الأول، البدايات حتى 1948 يأتي على ذكر حوالي أربعين فيلماً، يتناول بعضاُ منها بالشرح والتفصيل، أما في بقية الفصول، من عام 1948 إلى عام 2002، فيتعرض الكتاب إلى عدد كبير من الأفلام الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية وغيرها، حوالي 172 فيلماً، عن طريق الرجوع إلى أغلب المصادر المتوفرة في اللغة العربية، المترجمة والمؤلفة، وهو إذ يأتي على ذكر تلك الأفلام لا يتناولها بالوصف والتقويم بذات القدر والتفصيل، يستطيع أن يجعل من كتابه، تدويناً فيلموغرافياً موسعاً وإعادة تنصيص مكثفة وجادة للمسائل المدروسة في تلك المصادر كما أنه يتطرق أيضاً إلى ذكر وقائع مهمة، بدورها إلى توغل التأثير الصهيوني في عمق المشهد السينمائي في العالم.