كانت وسيلة الشعراء في رفضهم للأنظمة و" إسرائيل " الكلمة، وكانت وسيلة الأنظمة و" إسرائيل " في محاربة الكلمة السجن! وكانت القصيدة في السجن وسيلة تحدّي الظلم وإثبات الصمود.فهذه تجربة مرّة مرّ بها الشعراء العرب المعاصرون، ومرارتها تأتي من جانبين: أحدهما إنساني، وثانيهما هؤلاء الشعراء من الحرية سنوات من عمرهم، وسومهم سوء العذاب دون و...
قراءة الكل
كانت وسيلة الشعراء في رفضهم للأنظمة و" إسرائيل " الكلمة، وكانت وسيلة الأنظمة و" إسرائيل " في محاربة الكلمة السجن! وكانت القصيدة في السجن وسيلة تحدّي الظلم وإثبات الصمود.فهذه تجربة مرّة مرّ بها الشعراء العرب المعاصرون، ومرارتها تأتي من جانبين: أحدهما إنساني، وثانيهما هؤلاء الشعراء من الحرية سنوات من عمرهم، وسومهم سوء العذاب دون وجه حق؛ وثانيهما وطنيّ، بضيق صدر الأنظمة العربية التي لم يجد الرأي الآخر له مكاناً من دولها، وبفقدانها وسائل أخرى غير وسيلتي القتل والسجن للمعارضين لها والمختلفين معها، إلاّ أنها -أعني التجربة- حلوة رائعة، وحلاوتها تأتي من الأمل الذي بعثته في النفوس بعد اليأس الذي خيّم على كل شيء، وروعتها تنبع من الصمود الأسطوري لأصحاب هذه التجارب، الذي يشحذ الهمم، وينقذ من التردي.