تاريخ أوروبا الحديث واحد من المواضيع التي كتب فيها الكثير وفي جميع لغات العالم، فتوفرت المعلومات والتفصيلات بحيث أن المؤلف يشعر عند الكتابة أنه لن يأت بشيء جديد. وقد يبدو هذا صحيحا إذا أخذنا الأمر مجردا، لكنه قد يبدو عكس ذلك عندما نضع امامنا المنهج والطريقة في كتابة وعرض المادة واسلوبها، والأخيرة لا يتطابق فيها اثنان حتى وان اتف...
قراءة الكل
تاريخ أوروبا الحديث واحد من المواضيع التي كتب فيها الكثير وفي جميع لغات العالم، فتوفرت المعلومات والتفصيلات بحيث أن المؤلف يشعر عند الكتابة أنه لن يأت بشيء جديد. وقد يبدو هذا صحيحا إذا أخذنا الأمر مجردا، لكنه قد يبدو عكس ذلك عندما نضع امامنا المنهج والطريقة في كتابة وعرض المادة واسلوبها، والأخيرة لا يتطابق فيها اثنان حتى وان اتفاقا في المنهج. فكثير من الكتب عالجت موضوع عصر النهضة كبداية للعصر الاوربي الحديث لكن النادر منها لم يغفل دراسة جذور ذلك العصر زمن الاقطاع الذي لا يمكن بدونه فهم عصر النهضة. من جانب آخر فإن عصر النهضة نفسه يرتبط في نشأته ارتباطا وثيقا بالحضارة العربية الاسلامية التي شكلت جدرا اساسيا من جذور النهضة الأوربية، وعليه فإن التغاضي من هذا الأمر إغفال للحقيقة وإجحاف بحق التاريخ ولا عذر لمن يكتب عن النهضة أو الانبعاث دون الكتابة عن اثر الحضارة العربية الإسلامية في نهضة أوروبا وعصورها الحديثة. وفي مجال الحروب بين الكاثوليك والبروتيستانت التي شغلت القرنين السادس عشر والسابع عشر اطلق بعض المؤلفين عبارة (الحروب الدينية) عليها في حين أنها كانت حروبا طائفية وقعت بين طائفتين من دين واحد وليس بين دينين مختلفين. وكان لهذا الخلاف الطائفي أثره الكبير في عرقلة تطور العصور الحديثة الاوربية بعض الوقت