مراكش : مدينة المدائن، و«الحاضرة الحمراء»، وواحة الصحراء، ومدينة السبعة رجال، واحدة من المدن المغربية العريقة، التي تضرب جذورها فـي أعماق التاريخ، زاخرة بالإنجازات الثقافية والحضارية، فمنذ نشأتها فـي العصر المرابطي وتطورها عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، وهي شاهدة عيان على تنوع وازدهار فنون العمارة الإسلامية، وعلى تفوق الصانع ال...
قراءة الكل
مراكش : مدينة المدائن، و«الحاضرة الحمراء»، وواحة الصحراء، ومدينة السبعة رجال، واحدة من المدن المغربية العريقة، التي تضرب جذورها فـي أعماق التاريخ، زاخرة بالإنجازات الثقافية والحضارية، فمنذ نشأتها فـي العصر المرابطي وتطورها عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، وهي شاهدة عيان على تنوع وازدهار فنون العمارة الإسلامية، وعلى تفوق الصانع المغربي. يؤكد بعض المؤرخين أن تاريخ بناء مراكش كان بين سنتي 452 ـ 462هـ/1060م ـ 1069م، وهي الفترة التي تم فيها وضع الحجر الأساس، وانتشر فيها البناء، وظهرت المدينة حتى صارت المركز السياسي والثقافـي فـي الغرب الإسلامي، ثم اتخذها الموحدون عاصمة لحكمهم، وشيدوا فيها العديد من المعالم الحضارية والتاريخية التي لا زالت تشكل مفخرة عصرهم، وأضحت مراكش بما تزخر به من إرث حضاري كبير قبلة للسياحة العالمية ومقرا للمؤتمرات الدولية، واحتلت بذلك المكانة المرموقة فـي تاريخ مغربنا الأقصى الوسيط والحديث والمعاصر. لكل هذه الاعتبارات، يسعدني أن أخصص هذا العدد من سلسلة «روائع الآثار المغربية للأطفال والناشئين» لإلقاء الضوء على روائع الآثار فـي مراكش «الحاضرة الحمراء»، للمساهمة فـي نشر الوعي الأثري بالكنوز التي خلفها الأجداد فيها، آملاً فـي تركيز جميع الجهود للحفاظ على معالم هذه المدينة العريقة، التي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي 1985م، لما تحضنه من تراث استثنائي متفرد من المعالم التاريخية والحضارية والأثرية. وإذ يسعدني أن أقدم هذا الكتاب إلى القارئ الكريم، متمنياً له أن يقضي ساعة ممتعة بين عبق تاريخ وروائع آثار مدينة مراكش، أجد لزاما عليّ أن يتصدر كتابي هذا أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور عبد العزيز توري، وإلى الأستاذ الدكتور أحمد الطاهري، وإلى الأستاذ عزوز بوجميد، مفتش المباني التاريخية فـي مراكش، وإلى الأستاذ زهير الدوداني، محافظ قصر الباهية بمراكش، وإلى الأستاذ جمال أبو الهدى عبد المنعم، محافظ المباني التاريخية والمواقع بمفتشية المباني التاريخية بمراكش، وإلى السيدة شفيقة عبد يلاه، مُعلمة اللغة العربية، وإلى كل من مد لي يد العون من أجل إخراج هذا العمل بصورة تليق بعبق تاريخ وأمجاد مدينة مراكشي الحاضرة الحمراء»، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير لنشر الوعي الأثري للأجيال القادمة بتراث المغرب الأقصى العريق.وعلى الله قصد السبيل.