لقد أصبح الحاسوب أداة مهمة ذات أثر كبير وشامل على حياة الإنسان في هذا العصر، ولم يترك الحاسوب مجالاً من مجالات الحياة المختلفة إلا دخله، لذلك أصبح من الضروري على كل متعلم أن يلم بهذا العلم حتى يسير في ركب الحضارة وحتى لا يعزل نفسه عن واقع الحياة ويواكب زمن السرعة. إن ثورة المعلومات التي نتجت عن التطور الهائل في الحاسوب وتكنولوجي...
قراءة الكل
لقد أصبح الحاسوب أداة مهمة ذات أثر كبير وشامل على حياة الإنسان في هذا العصر، ولم يترك الحاسوب مجالاً من مجالات الحياة المختلفة إلا دخله، لذلك أصبح من الضروري على كل متعلم أن يلم بهذا العلم حتى يسير في ركب الحضارة وحتى لا يعزل نفسه عن واقع الحياة ويواكب زمن السرعة. إن ثورة المعلومات التي نتجت عن التطور الهائل في الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات تختلف عن الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر بأثرها الكبير على حياة الإنسان العادي، فتجد الحاسوب في البيت، وفي المدرسة، وفي مكان العمل، وفي الأسواق، وفي كل مكان تذهب إليه، حتى أضحى الحاسوب قلم هذا العصر بحق, وتعلم أن الحاسوب ما هو إلا آلة لكنه مع التطبيقات التي واكبته احدث ثورة المعلومات المستعرة والسباق الرهيب الذي سببته, وتقنية قواعد البيانات ما هي إلا تطبيق من التطبيقات التي بنيت على أساس الحاسوب.كثيرا ما تسمع بثورة المعلومات, ومن يمتلك المعلومة يمتلك القوة إذا استطاع التعامل معها في الوقت المناسب وتتنافس الشركات بكافة أحجامها على تطوير أدوات التعامل مع المعلومات وإدارتها, والمعلومات لم تكن يوما هي الأخبار الحديثة فقط إنما هي عبارة عن التراكم الكمي للمعلومات من القديم والحديث. وبقدر ما كانت النظم المعتمدة من قبل الشركة قوية وبمقدورها توفير إحصائيات ومعلومات محددة عن مختلف المجالات تواكب التغيرات بقدر ما يمكن للشركة البقاء في حلبة المنافسة, والقصص والشواهد كثيرة على النجاحات والإخفاقات في الشركات نتيجة التعامل مع المعلومات أو لقصور في الأنظمة المستخدمة, وتمثل نظم قواعد البيانات التقنية الأهم في التعامل مع المعلومات وتطوير أدواتها.تلعب نظم قواعد البيانات دوراً هاماًً في حياتنا اليومية, وضرورة استخدامها في مجالات الحياة المختلفة في وقتنا الحاضر خرجت عن نطاق النقاش وأصبح من المسلمات, وبدونها يمكن أن يكون الشلل مصير مؤسسات كبرى تعمل بشكل كامل بالحاسوب, ووصل الأمر انه لا معنى لوجود الحاسوب بدون قواعد البيانات, لأنه يفرغ من الكثير من معانيه وإمكاناته, ويجزم المراقبون والدارسون انه لا يكاد يخلو مجال من مجالات الحياة من وجودها جنبا إلى جنب مع الحاسوب. وتعد تكنولوجيا نظم قواعد البيانات صاحبة فضل كبير في الانتشار الواسع لاستخدام الحاسوب لما تقدمه من خدمات كبرى للمستخدمين على اختلاف فئاتهم وميولهم. من هنا كان لزاما أن نعير الموضوع بعض الأهمية, ونحاول تطبيق فكرة التثقيف الشامل في هذا المجال لكي لا يقتصر على الدارسين والمختصين فقط.وجاء هذا الكتاب تتويجا وخلاصة لتجربة في تدريس هذا المساق لطلبة الحاسوب وغيرهم لمرات كثيرة, وضعت يدي من خلالها على الجرح محاولا عرض المادة بأسلوب شيق ويسير, متجاوزا النقاط والمواضيع التي لا تهم الغير مختصين في هذا المجال بشكل لا يخل كثيرا ولا يؤثر بالمعنى والهدف العام, ويعرض الكتاب أساسيات قواعد البيانات بأسلوب سلس من المفترض أن يكون مفهوما من قبل جميع الدارسين لأنه لم يتطرق لتفاصيل تخصصية كثيرة في قواعد البيانات وإنما يهدف لإعطاء فكرة شبه وافية للدارس عن نظم قواعد البيانات سواء كان الدارس متخصص أو غير ذلك, وهو ذو فائدة كبيرة للمبتدئين من المختصين, وغير المتخصصين في هذا المجال بشكل عام, وهو عبارة عن جرعة أساسية مكثفة في قواعد البيانات بشقيها النظري والعملي, ويمكن للدارس بعدها الانطلاق إلى التطبيق من خلال نظم إدارة قواعد بيانات أخرى أكثر تقدما وقوة وعصرية.يقع الكتاب في جزأين الجزء الأول عبارة عن مادة نظرية تغطي المفاهيم والمعاني الأساسية في قواعد البيانات, ولابد من دراسة وفهم هذا الجزء بعناية فائقة وبشكل جيد لتتم الفائدة المرجوة منه بشكل جيد, ولان ما بعده يرتبط فيه بشكل وثيق. والجزء الثاني عبارة عن مادة عملية تطبيق للمفاهيم التي ذكرت وتم استعراضها في الجزء الأول, واستعراض المبادئ الأساسية في قواعد البيانات بشكل عملي من خلال برنامج أكسس, كمثال على برامج نظم إدارة قواعد البيانات العلائقية السهلة والمألوفة, والتطبيق بصورة شبه متكاملة للأمور الرئيسة التي تم استعراضها بشكل نظري وفي نفس الوقت تهم الدارس في هذه المرحلة والتنويه إليها بصورة مباشرة أثناء التطبيق, وتم اختيار أكسس لتكون ساحة التطبيق كونها برنامج نظم إدارة قواعد البيانات الأكثر انتشاراً وفي متناول يد الجميع على عكس برنامج نظم إدارة قواعد البيانات الأخرى التي تحتاج في الغالب إلى إعداد وتنصيب وترخيص وبعضها يحتاج إلى معدات وتجهيزات إضافية من أنواع خاصة, وغالبا ما تكون مرتفعة الثمن.دراسة الكتاب ستوفر لك أساس جيد في مساق أساسيات قواعد البيانات العلائقية, وتمنحك فرصة الانطلاق إلى ما هو أرحب في هذا المجال بيسر وسهولة, وتتيح لك تصور عمل النظم بشكل عام وتتيح لك كذلك التفكير في الكثير من الحالات الدراسية التي يمكن أن تكون مجالا مناسبا للتطبيق, ويمثل الكتاب فرصة حقيقية لفهم طريقة تحويل الحالة الدراسية إلى مخطط كائنات علائقي وتحويل هذا المخطط إلى مخطط قاعدة بيانات وسيكون الأمر عبارة عن تسلية بسيطة نظرا لسهولة عرض الموضوع, على الرغم من كونه موضوعا مفتاحيً هاما في قواعد البيانات العلائقية.