يشكل كتاب "جبران خليل جبران، حياته وعالمه" إضافة قيمة على الدراسات الجبرانية على امتداد ثلثي قرن منذ ظهور الطبعة الأولى سنة 1974 لا بل هو من أهم المراجع التي تناولت حياة وأدب وفن جبران. وقد تفرد واضعاً الكتاب جين وخليل جبران بأمور أربعة:1-المعاندة في جلاء الثغرات والأحجيات التي اكتنفت حياة جبران والتي حفلت بها معظم الدراسات الجب...
قراءة الكل
يشكل كتاب "جبران خليل جبران، حياته وعالمه" إضافة قيمة على الدراسات الجبرانية على امتداد ثلثي قرن منذ ظهور الطبعة الأولى سنة 1974 لا بل هو من أهم المراجع التي تناولت حياة وأدب وفن جبران. وقد تفرد واضعاً الكتاب جين وخليل جبران بأمور أربعة:1-المعاندة في جلاء الثغرات والأحجيات التي اكتنفت حياة جبران والتي حفلت بها معظم الدراسات الجبرانية والتي في سياق جلائها للألغاز الجبرانية خلفت وراءها ألغازاً وأحجيات بحاجة إلى من يفكها من جديد.2-رصد كل ما كتب عن جبران الإنسان والفنان والأديب في جغرافية تتعدى بوسطن ونيويورك وباريس والشرق العربي والهند إلى جغرافية أعم واشمل، والتجرد والترفع في البحث عن أي رابطة وجدانية أو دموية لا سيما أن أحد المؤلفين يحمل نفس الاسم وذلك في محاولة لسلخ الذات عن ذاتها لمعرفة الحقيقة.3-تعقب كل جديد وعدم الاكتفاء بما تمخضت عنه الدراسات الجبرانية إذ يشكل الكتاب الجديد محطة ومتفرقاً به تنتهي خلاصات ما سبقه ومعه تحولت الطويق في مفترق جديد حيث تهافت عليه مختبؤ خصوصيات علاقاتهم بجبران. فالطبعات المتلاحقة 1981-1991-1998 غربلت وقائع تلك المخبآت كما باح بها أصحابها وأظهرت الحاجة الجبرانية إلى مثل هذه الدراسات غير الموتورة.4-دقة البحث الأدبي والفني والمنهجية الصارمة التسلسل والاستقطاب بحيث استطاع الكتاب أن يقدم للبحاثة مادة علمية أضاءت على عوالم المفكرين والشعراء والمبدعين والرجال والنساء لولوج مطاوي حياة جبران الواعية واللاواعية. وقد أسقط الكتاب جبران الأسطورة لصالح جبران الحقيقة والواقعويأتي نقل الكتاب إلى العربية من ضمن المشروع القومي للترجمة من مصر ومن ضمن حلم جابر عصفور بمليون كتاب مترجم حيث يحتل كتاب جبران المرتبة 920 في رحلة المليون كتاب. ورأت لجنة جبران الوطنية ودار الحداثة، أن تكون لها طبعتها الخاصة بمتحف جبران في بشري لمشاركة زائري المتحف في هذه الوليمة الجبرانية الراقية.ومما يزيد من قيمة الكتاب قلم الشاعرة والباحثة والمترجمة فاطمة قنديل التي استطاعت وسط هذا البحر من الشواهد التي يغص بها الكتاب في أصله الإنكيزي ومن الأساليب المتباينة في عصور متباينة من القدن والمعاصرة أن تنفذ إلى روحية كل منها معتصمة بقلم مرن وقادر على التكيف وأن يبقى ذاته بحيث أضحى جبران بقلمها أكثر نداوة في وجدان القارئ وهي المؤمنة كل الإيكان بعبقرية هذا الرجل من لبنان. وهي ليست مجرد ناقلة كتاب من لغة إلى لغة أخرى بل هي تبدو رفيقة "جبران" في مشواره الغني بالأحداث والإبداعات.
