حماد بن يحيى من الشعراء المغمورين المخضرمين في الدولتين الأموية والعباسية، اشتهر بفسقه إلى جانب اشتهاره بالزندقة، وأول ما يلفت نظرنا في شعر حماد قصر القصائد سواءً كانت في المدح أو الهجاء أو العتاب أو الغزل أو غيرها، إذ كثيراً ما تقتصر المقطوعة على بيتين أو ثلاثة، ولا نرى في قصائده ما يتعدى الأبيات العشرة باستثناء قصيدتين في هجاء...
قراءة الكل
حماد بن يحيى من الشعراء المغمورين المخضرمين في الدولتين الأموية والعباسية، اشتهر بفسقه إلى جانب اشتهاره بالزندقة، وأول ما يلفت نظرنا في شعر حماد قصر القصائد سواءً كانت في المدح أو الهجاء أو العتاب أو الغزل أو غيرها، إذ كثيراً ما تقتصر المقطوعة على بيتين أو ثلاثة، ولا نرى في قصائده ما يتعدى الأبيات العشرة باستثناء قصيدتين في هجاء بشار ومدحه وقصيدة في العتاب.فمعاني حماد سهلة وواضحة أياً كان موضوعها، فمدحه تقليدي مباشر، لا تبطين ولا تصوير فيه، فهو صورة صادقة لنفسه وحياته ومجتمعه، في هجائه خاصة، وفي عتابه وغزله ووصفه يصور فسق بعض الأوساط العباسية، وحبّ الغلمان والجواري وما يرافق ذلك من بذاءة وانحطاط خلقي. حماد بن يحيى شاعر لم يعطه التاريخ حقه في البحث والتنقيب، وهذا الكتاب يحاول أن يكشف عن هذا الشاعر المغمور ويأرخه حيث جمع بين دفتيه سيرة حياته، وشعره، بأسلوب نقدي تحليلي تقييمي.