رواية الرئيس للكاتب محمد العدوي : في هذا العمل الفنِّي الرائق تمتزج شخصيَّتا الراوي والمروي عنه بنعومةٍ كما تمتزج الأرواح العاشقة، فلا تستشعر نفورًا لتغيُّر المكان، ولا تُحسُّ توجُّسًا من الارتحال بين الأزمان. في هذه السيمفونيَّة امتزج العدوي بابن سينا؛ فما عُدتَ تستطيع التفرقة بينهما، فقد نُسجا في دقّة وبراعة شعريَّة كما يُنسج ...
قراءة الكل
رواية الرئيس للكاتب محمد العدوي : في هذا العمل الفنِّي الرائق تمتزج شخصيَّتا الراوي والمروي عنه بنعومةٍ كما تمتزج الأرواح العاشقة، فلا تستشعر نفورًا لتغيُّر المكان، ولا تُحسُّ توجُّسًا من الارتحال بين الأزمان. في هذه السيمفونيَّة امتزج العدوي بابن سينا؛ فما عُدتَ تستطيع التفرقة بينهما، فقد نُسجا في دقّة وبراعة شعريَّة كما يُنسج بساطٌ فارسيٌّ من الصوف أو الحرير الطبيعي؛ دقيق الصنع بارع الألوان. وإذا كان بعض النُقاد يعتبر العمل الفنِّي الحقيقيَّ سيرة ذاتيَّة، فإن هذه الرواية هي سيرة ذاتيّة للمؤلف بقدر ما هي سيرة للطبيب الفيلسوف ابن سينا. هي سيرة ابن سينا كما انطبعت في روح كاتبها الذي رسم من تمازج الأرواح لوحة لا مثيل لها.نحن أمام نقلة في الادب العربي … رواية مفعمة بسحر الشرق بمعنى الكلمة … أذا أردت ان تقرأ الشرق فهاهي فرصتك, كاتب شاب يضعنا وجهاً لوجه امام معضلة قديمة كيف تبرز الموهبة فجأة بدون صقل وخبرات سابقة … لا أصدق ان هذا العمل في بدايات كتابات هذا الشاب المتألقالرواية بها مزج راقي بين أدب الرحلات والقصص والفلسفة وسيرة للرئيس “ابن سينا” سيرة مختلفة عن السير التقليدية سواء في طريقة السرد او في مايجب عرضه عن سيرته … تشبيهات بلاغية راقية ووصف فني ممتاز نابع من قلب عاشق متذوق للجمال راغباً فيه, التوق للكمال والبحث عن الحقيقة بين تجليات صوفية وفهم مختلف للاسلام وللأديانلو أردنا داعية دينية يعطي صورة مميزة للأسلام لانجد أفضل من هذا الكاتب, تضايقت قليلاً من أحساس ان الكاتب تشوبه قليل من الشوفينية مع تغليب للعاطفة بأستمرار لكنه ليس مكروه بل تقبلته.لا أستطيع ان أواصل الحديث عن هذه الرواية الرائع تأثيرها طاغي علي بشدة … رواية غيرت حياتي وفهمي وادراكي لكثير من الامور