الإنسان له روح وله بدن، والأول مصدر العلم والفضيلة، والرضا والغضب، والحزن والسرور، والجبن والشجاعة، والسخاء والبخل... وما إليها، والثاني مصدر الإدراك والذوق، والسمع والبصر، والشباب والهرم، والصحة والسقم، وما إليها... ولكل من هاذين استقامة وانحراف: فانحراف الجسد: المرض، واستقامته: العافية، وانحراف الروح: البخل والجبن... وما إليها...
قراءة الكل
الإنسان له روح وله بدن، والأول مصدر العلم والفضيلة، والرضا والغضب، والحزن والسرور، والجبن والشجاعة، والسخاء والبخل... وما إليها، والثاني مصدر الإدراك والذوق، والسمع والبصر، والشباب والهرم، والصحة والسقم، وما إليها... ولكل من هاذين استقامة وانحراف: فانحراف الجسد: المرض، واستقامته: العافية، وانحراف الروح: البخل والجبن... وما إليها، واستقامته: الكرم والشجاعة وما إليها. وكما أن بدن الإنسان لا يقوم إلا بالوقود، من أكل وشرب وهواء وضوء... كذلك روح الإنسان لا تقوم إلا بعدل وعلم، ومروءة وفضيلة. وكما أن المريض يحتاج إلى الطبيب الجسماني وإلا هلك... كذلك المريض النفسي يحتاج إلى الطبيب الروحاني وإلا هلك، والأخلاق إنما وضعت لإصلاح الروح، كما أن الطب إنما وضع لإصلاح الجسم، فعلى الإنسان تزويد نفسه بالوقود الخلقي، كما يزود جسمه بالوقود البدني، وعليه معالجة روحه المريضة، كما يعالج جسمه المريض. والروح إلى هذا ليس بدعاً من الأمور فلها ميزان خاص وقسطاس مستقيم إن تعدّاه الشخص أوجب ذلك اختلالاً في توازنه. وخذ مثلاً: يحتاج الشخص إلى قدر من الشجاعة لمواجهة مصاعب الدهر ومتاعبه وتأمين حياته قبال الكوارث، فإن زادت الشجاعة إلى القدر المعين كان ذلك (تهوراً) كان (جبناً) يوجب الفرار عن المشاكل وفيه من المهانة والذلة والهلاك، أحياناً، ما هو معلوم. إن المتهور يلقي بنفسه في الهلكة، والجبان يجبن بجبن عن فأرة وهرة. إذاً فالفضيلة هي القدر المعين من الشجاعة. ومن هذا نستنتج أن الفضيلة هي الحد الوسط بين الزيادة والنقصان وهذان هما الرذيلة. ومن خلال هذا الكتاب يحاول المؤلف بيان الأخلاق الإسلامية التي تربي في الإنسان النواحي الخيرة فيه، فتسمو نفسه وتنشأ على حبّ الفضيلة راغبة ودون رقيب أو حسيب عن الرذيلة. يطرح المؤلف ذلك مستقياً استشفافاته الخلقية السامية من منابع عذبة المصدر وضمن أسلوب يقرى بالأخلاق إلى حيث فضائل الأعمال وأحاسنها.