من المعروف أن دراسة تاريخ مبحث من المباحث العلمية يعتبر خير مدخل إليه. أما بالقياس إلى التحليل النفسي، فإن المدخل التاريخي أمر لا بد منه، إذ لا يستقيم فهم كثير من قضايا هذا العلم إلا إذا تبينا نشأتها، وتتبعنا تطورها. ذلك أن قضايا التحليل النفسي لا تقتصر على كونها إضافات إلى التراث العلمي، وإنما تحمل في ثناياها- فضلًا عن ذلك- انق...
قراءة الكل
من المعروف أن دراسة تاريخ مبحث من المباحث العلمية يعتبر خير مدخل إليه. أما بالقياس إلى التحليل النفسي، فإن المدخل التاريخي أمر لا بد منه، إذ لا يستقيم فهم كثير من قضايا هذا العلم إلا إذا تبينا نشأتها، وتتبعنا تطورها. ذلك أن قضايا التحليل النفسي لا تقتصر على كونها إضافات إلى التراث العلمي، وإنما تحمل في ثناياها- فضلًا عن ذلك- انقلابًا في التصور، وتطورًا بعيد المدى في مذاهب البحث في أحوال الإنسان. لقد نشأ التحليل النفسي في أحضان الطب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل هذا القرن، فكانت نشأته إيذانًا بثورة على المفاهيم الطبية التي كان يعتنقها الأطباء إذ ذاك بصدد طائفة من الأمراض. وكان ميلاده بمثابة تعديل جوهري في فلسفة البحث في أخطر ما يلم بالإنسان؛ فكان ذلك سببًا دعانا لنشر هذا الكتاب