أصبحت القنوات الفضائية جزءاً لا يستهان به فى الآلة الإعلامية العربية التى أصبح لها تأثيرها وحضورها الواضح والملموس لدى المواطن العربى . فقد مكنت الثورة الرقمية والتطور التكنولوجى الذى رافق إطلاق الأقمار الصناعية من تكريس عصر السماوات المفتوحة وضخ استثمارات هائلة فى صناعة الاتصال ، مما أدى إلى تكاثر القنوات الفضائية وانخفاض تكلفة...
قراءة الكل
أصبحت القنوات الفضائية جزءاً لا يستهان به فى الآلة الإعلامية العربية التى أصبح لها تأثيرها وحضورها الواضح والملموس لدى المواطن العربى . فقد مكنت الثورة الرقمية والتطور التكنولوجى الذى رافق إطلاق الأقمار الصناعية من تكريس عصر السماوات المفتوحة وضخ استثمارات هائلة فى صناعة الاتصال ، مما أدى إلى تكاثر القنوات الفضائية وانخفاض تكلفة البث وتوسيع مجالاته وتزايد دور الملكية الخاصة وتراجع الملكية العامة لوسائل الإعلام وخضوع العمل الإعلامى للمنافسة التجارية وغلبة المواد الإعلامية الاستهلاكية.تزامن انتشار البث الفضائى العربى الموصع مع بروز ظاهرة العولمة ، الأمر الذى فرض أمام الإعلام العربى تحديات كبيرة تطرح أسئلة عديدة تتعلق بواقع القنوات الفضائية ومستقبلها والدور الذى تضطلع به فى خدمة المجتمع العربى ومدى توفيقها فى ترويج خطاب تليفزيونى ثرى وجاد وقادر على المنافسة وجذب الإنتباه ومواجهة متطلبات جمهور يزداد وعيا بتنوع المصادر الإعلامية والمضامين الثقافية والفنية والدور الذى تسهم به فى خدمة قضايا المنطقة العربيى وتلبية احتياجات المواطن العربى وتحديد الإيجابيات ودعم السلبيات .يقدم هذا الكتاب إجابة تفصيلية لهذه التساؤلات ، كما يقدم خلفية كاملة عن نشأة وتطور البث الفضائى وأهم نظم أقمار الاتصالات الدولية والمنظمات الدولية المسيطرة عليها وابرز ملامح المشهد الفضائى والواقع الإعلانى ، وعولمة البث الفضائى والتحديات التى تواجه عمل الفضائيات العربية والمعالجات الممكنة للحد من خطورة عولمة البث الفضائى على قيم المجتمعات العربية والضوابط الأخلافية المنظمة للعمل الإعلامى فى الفضائيات العربية.