الشيخ لا يقل حماساً لمحاربة الساحر، يحث الناس في كل مناسبة. يطالبهم بالوقوف مع العمدة لطرد الساحر النجس. يحذرهم أن رمضان الشهر المفضل عند الله، لن يكون كامل البركات وعدو الدين الساحر بين ظهرانيهم. ولما كثف الشيخ من نشاطه ضد الساحر قال له مُهدي الأصفر في محفل من الناس: الساحر شر. وصانع الخمور وبائعها أليس شراً؟ أم لأنه قريب ونسيب...
قراءة الكل
الشيخ لا يقل حماساً لمحاربة الساحر، يحث الناس في كل مناسبة. يطالبهم بالوقوف مع العمدة لطرد الساحر النجس. يحذرهم أن رمضان الشهر المفضل عند الله، لن يكون كامل البركات وعدو الدين الساحر بين ظهرانيهم. ولما كثف الشيخ من نشاطه ضد الساحر قال له مُهدي الأصفر في محفل من الناس: الساحر شر. وصانع الخمور وبائعها أليس شراً؟ أم لأنه قريب ونسيب العمدة؟ العمدة ثائر على أُثمان. هَكيمة ونَبْرة ثائرتان على أخيهما. آبدون، صَلاتو وحتى هاشم الكيد! كل من له صلة قرابة أو صداقة أتى مرّة ثانية وثالثة على أُثمان غاضباً منه أو لائماً. وأُثمان كُورنة ممزق بين ميله لصناعة وتجارة الخمور وضغط ناسه عليه. بين التجارة التي ارتضاها وبين عمل الفلاحة المضني على جسده، فكيف يكسب عيشه؟ هل ينتظر أن يصرف عليه زوجا أختيه؟ هل يرحل مرّة أخرى؟ وكيف يترك ابنه سلاطين الذي حتى الآن، ورغم كل محاولات التقرب منه، لم يغفر له تركه صغيراً. ثم إن سلاطين نفسه الذي يزوره كل بضعه أيام ويجلس مراقباً له في صمت، بدأ يتواصل معه ويحادثه مؤيداً لتجارة الخمر. وكلما زادت العائلة ضغطاً عليه لترك الخمر أتاه ابنه مؤيداً رافضاً لتدخّل العائلة! إن هذه التجارة هي التي ألانت من رقبة ابنه الغليظة وصار يحادثه ولو بضع كلمات. لذلك استجاب أُثمان لرأي آبدون التوفيقي.. ترك صناعة الخمور خلال شهر رمضان. وقَبَل سلاطين هذا القرار على مضض.