قال كارل ماركس إن الفلسفة ظلت تفسير العالم بطرق مختلفة، ولكن القضية الآن كيف يمكن تغييره، فى سياق هذا السؤال هناك منهجان لتغيير مصر: أولهما، لخصه ببراعة لغوية دون أن تكون منطقية الأستاذ هيكل بقوله إن مصر فى حاجة إلى يد جسورة شجاعة، قاصدا الدعوة إلى قلب أوضاع الفوضى سياسيا واجتماعيا ودوليا بالعنف، ثانيهما، يلخصه توجه هذه المقالات...
قراءة الكل
قال كارل ماركس إن الفلسفة ظلت تفسير العالم بطرق مختلفة، ولكن القضية الآن كيف يمكن تغييره، فى سياق هذا السؤال هناك منهجان لتغيير مصر: أولهما، لخصه ببراعة لغوية دون أن تكون منطقية الأستاذ هيكل بقوله إن مصر فى حاجة إلى يد جسورة شجاعة، قاصدا الدعوة إلى قلب أوضاع الفوضى سياسيا واجتماعيا ودوليا بالعنف، ثانيهما، يلخصه توجه هذه المقالات بالدعوة إلى تطوير الأوضاع السياسية والاجتماعية والدولية وفق ظروف وشروط وديناميكيات تسمح ببزوغ نمط من الانتظام العام بشكل متدرج وشامل، جوهر الدعوة الأولى هو العودة إلى الماضى، بينما تتطلع الدعوة الثانية إلى صياغة مستقبل جديد. الدعوة الأولى فى حاجة إلى يد جسورة وروح مغامرة، بينما الدعوة الثانية فى حاجة إلى تدبير عميق وعقلانى وحسابات قومية مستقبلية. الدعوة الأولى غير ليبرالية وطائشة وقصيرة النفس وانتقامية، بينما الدعوة الثانية ليبرالية تنمى توارثاً بين الفوائد التى ترجع إلى النشاط الفردى وبين الفوائد التى يتمتع بها مجموع الجمهور العام وتعتمد على آليات اقتصادية واجتماعية وسياسية فى الأساس غير متعلقة بالإجبار البيروقراطى، الدعوة الأولى ليس لها ظل من المستقبل من حيث البدء بينهما الأخرى ينفتح أمامها المستقبل بمقدار قدرة النخبة والجمهور العام على استيعاب بناء سياسات عامة. واختيار قيادات لعمل العام قادرة على الرؤية بعيدة المدى، والتدبير والتخطيط السياسى والإدارى. وحساباي التطوير السياسى فى مقولتنا تنطلق من ضرورة غرس أنماط سياسية واجتماعية واقتصادية لسلوك العام.