حكاية نص مريض..فجأة أحس النص الأدبي بأنه جد متعب وأن عليه أن يستريح من عناء التأمل الذاتي والتفكير والانزياح نحو نصوص أخرى تشبهه أو تشترك معه في خاصية التناص الذي اكتشفه النقد في السنوات الأخيرة، وعندما مطط أعضاده تسائل في سره من أين تسرب إليه هذا التعب ؟ هل من الريجيم الذي سنه لنفسه منذ أيام أم من الحبوب التي يتناولها ضد الأر...
قراءة الكل
حكاية نص مريض..فجأة أحس النص الأدبي بأنه جد متعب وأن عليه أن يستريح من عناء التأمل الذاتي والتفكير والانزياح نحو نصوص أخرى تشبهه أو تشترك معه في خاصية التناص الذي اكتشفه النقد في السنوات الأخيرة، وعندما مطط أعضاده تسائل في سره من أين تسرب إليه هذا التعب ؟ هل من الريجيم الذي سنه لنفسه منذ أيام أم من الحبوب التي يتناولها ضد الأرق ؟ من قبل كان النص الأدبي سليما معافى، حيويا ونشيطا، يستيقظ مبكرا كل صباح ويرتدي بذلته الرياضية الرمادية ثم يخرج إلى غابة هيلتون ليجري قليلا، هنا سوف لا يكون النص الأدبي وحده، بل سيجد نصوصا أخرى تجري وترفع أذرعها عاليا وتتنفس هواء الصباح المنعش، نصوصا فكرية وفلسفية وتارخية يزاحمها كل يوم في هذا الفضاء الأخضر، اداريون مترهلون وإداريات مترهلات وقد انهكهم جميعا تلوث البيئة وركوب السيارات باستمرار، حتى إذا حانت الساعة الثامنة، قفل النص عائدا إلى البيت، يخلع عن جسمه المبلل بذلته الرياضية ويهرع إلى الحمام، وتحت الماء الدافئ يستحم النص ويدمدم لوحده، بعد ذلك، يتناول فطورا خفيفا مسبوقا بكأس من عصير الليمون، أما البيض المسلوق فقد أقلع عن تناوله منذ مدة طويلة لأنه يتسبب في مرض الكبد والكوليسترول.