يكتب الروائي الكبير محمود الورداني حولها: أتيح لي أن أقرأ قصص محمود عبدالوهاب التي كتبها منذ ما يزيد على عشر سنوات، ثم تابعت باهتمام أعماله اللاحقة مثل روايته "سيرتها الأولى" ومتتاليته القصصية "أحلام الفترة الانتقالية" وأخيراً روايته "العيش في مكان آخر". لفت نظري وأحببت لغته التي تبدو رصينة وتقليدية جداً، إلا أنها في الوقت نفسه ...
قراءة الكل
يكتب الروائي الكبير محمود الورداني حولها: أتيح لي أن أقرأ قصص محمود عبدالوهاب التي كتبها منذ ما يزيد على عشر سنوات، ثم تابعت باهتمام أعماله اللاحقة مثل روايته "سيرتها الأولى" ومتتاليته القصصية "أحلام الفترة الانتقالية" وأخيراً روايته "العيش في مكان آخر". لفت نظري وأحببت لغته التي تبدو رصينة وتقليدية جداً، إلا أنها في الوقت نفسه نقية، مشطوفة، بلا زوائد، وتنأى بنفسها عن المجاز والعاطفية. لفت نظري وأحببت في أعمال عبدالوهاب أن مغامرات الكتابة لا تهمه، بل مغامرات الروح، وحياده الظاهري ليس إلا حيلة فنية تمكنه من أن يكون أكثر كشفاً. حيلة تحرره أيضاً من الانزلاق والتورط المجاني، لذلك أكرر دائماً أن عبدالوهاب يمتلك لغة صافية ومشطوفة جيداً.ويضيف: أما "العيش في مكان آخر، يكمل الورداني، فهي رحلة الفندقي الخلابة في أرجاء مكة التي لا نعرفها، وشواطئ شرم الشيخ، ومدن جنوب أفريقيا وكينيا.. عالم مضطرم وركض لاهث وراء امرأة جميلة، إلا أن هذا هو ما يظهر على السطح فقط، بينما في العمق نتبين، على مهل، كيف يمكن أن نعيش في مكان آخر.ويدور جزء من الرواية في السعودية، خصوصاً مكة سدرة الحج والعمرة، من خلال خبرة الرواي، وهو رجل فندقي. الرواية فيها تعريف أيضاً بجنسيات مختلفة وكثيرة، تجيء للحج والعمرة، ولكن التركيز منصب على مسلمي جنوب إفريقيا من أصل هندي، وهم ممن يعملون بالتجارة، وهناك خيط عاطفي مستمر من أول الرواية إلى آخرها، ويتخللها بعض الخبرات في كينيا، من خلال الراوي كذلك، وزارها في أثناء رحلته إلى جنوب إفريقيا