ضمن مساحة المعرفة الموسوعية عند أبي حيان التوحيدي، أفرد في كتبه التي وصل بعضه إلينا، أبحاثاً في الفن تشكل خطاباً متكاملاً لجمالية الإبداع، يتمثل في بلاغة النثر وغنائية الشعر وتناسب الصورة وتوازن الخط وتناغم اللحن، مما أغنى الفكر الإسلامي بفلسفة جمالية لم تكن واضحة لدى درس أبي حيان حتى الآن. لقد استطاع أبو حيان أن يقدم نظرية الفن...
قراءة الكل
ضمن مساحة المعرفة الموسوعية عند أبي حيان التوحيدي، أفرد في كتبه التي وصل بعضه إلينا، أبحاثاً في الفن تشكل خطاباً متكاملاً لجمالية الإبداع، يتمثل في بلاغة النثر وغنائية الشعر وتناسب الصورة وتوازن الخط وتناغم اللحن، مما أغنى الفكر الإسلامي بفلسفة جمالية لم تكن واضحة لدى درس أبي حيان حتى الآن. لقد استطاع أبو حيان أن يقدم نظرية الفن كاملة، سابقاً جميع علماء الجمال في الغرب ومتميزاً عنهم ببلاغته الساحرة التي جعلت نظريته في الفن فناً بذاته، فكان أسلوبه أحسن مثال عن البلاغة التي تحدث عنها. ومنذ عشرين سنة ابتدأنا بجمع هوامل هذه النظرية، ثم تابعنا الزيادة فيها والإضافة إليها لتكون بحثاً متكاملاً نقدمه اليوم هديةً لأبي حيان، العالم الجمالي الأول، بمناسبة الألفية الأولى لوفاته، اعترافاً به عالماً للجماليات الإسلامية، ومبدعاً أدبياً لا نظير له ذكاء وفطنة وفصاحة ومكنة. وفي محتويات هذا الكتاب العديد من الفصول نذكر بعض عناوينها: تعريف الفن - الفن والطبيعة - الإبداع في أسلوب أبي حيان - الحدس الفني - النقد الفني - البلاغة في التعبير - التذوق - الموسيقى - تصنيف الفنون - الصورة المطلقة - الخط العربي - بين النثر والشعر.