نبذة النيل والفرات:حظيت الرواية في الأردن بدراسات متعددة الجوانب، سواء ما كان منها متعلقاً بقضاياها الموضوعية والفكرية أم بأبعادها الفنية، ولنا أن نذكر ابتداءً أنه لا يمكن عزل الرواية في الأردن عن مثيلاتها في العالم العربي، حيث تأثرت بمسيرة الحياة الاجتماعية والإنسانية تبعاً لمتغيرات الحياة السياسية، والاجتماعية، والإنسانية، الت...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:حظيت الرواية في الأردن بدراسات متعددة الجوانب، سواء ما كان منها متعلقاً بقضاياها الموضوعية والفكرية أم بأبعادها الفنية، ولنا أن نذكر ابتداءً أنه لا يمكن عزل الرواية في الأردن عن مثيلاتها في العالم العربي، حيث تأثرت بمسيرة الحياة الاجتماعية والإنسانية تبعاً لمتغيرات الحياة السياسية، والاجتماعية، والإنسانية، التي تعرض لها الوطن العربي من جهة وبمسيرة التطورات الفنية التي أثرت في مسار الرواية العربية من جهة أخرى.ونظراً لهذه المعطيات يبدو موضوع (الأنا والآخر) في الرواية بوصفها جنساً أدبياً له علاقة بالواقع والحياة والإنسان، يتمتع بأهمية قصوى، ولما كانت قضية العلاقة بالآخر قد احتلت حيزاً واسعاً في الرواية، فقد ارتأى "جودي فارس البطاينة" دراسة شخصية الآخر في الرواية في الأردن، وعني بالآخر هنا غير العربي وذلك بحكم الرؤية القومية التي صدرت عنها الغالبية العظمى من الأعمال الروائية العربية واستثنى من هذه الدراسة الشركس، لأنهم انغمسوا في المنطقة وتطبعوا بطباعها وشاركوها الهم القومي الذي ظل سمة مشتركة بين هذه الفئات.وتحقيقاً لهذا الهدف عمد إلى تحليل الأعمال الروائية في الأردن بهدف تقصي ظروف تكوين هذه العلاقة، وتجلياتها للوصول إلى ما أمكن من نتائج، وقد وقع اختياره على نماذج روائية مختلفة تبدأ بمرحلة السبعينيات من القرن الماضي بوصفها مرحلة تصور نضج الرواية في الأردن وتطورها فناً وفكراً، وقصد إلى النماذج الروائية التي رأى أن لها صلة بموضوع هذه الدراسة.وهذه الروايات حسب تاريخ نشرها هي: 1-الضحك، لغالب هلسا، 1970، 2-ليلة في القطار، عيسى الناعوري، 1974، 3-الخماسين، غالب هلسا 1975، 4-بدوي في أوروبا، جمعة حماد، 5-المتميز، محمد عيد، 6-المخاض، سعادة أبو عراق، 7-متاهة الأعراب في ناطحات ا لسراب، مؤنس الرزاز، 8-أبناء القلعة، زياد القاسم، 9-جمعة القفاري –يوميات نكرة، مؤنس الرزاز، 10-الزوبعة، الجيل الأول، الجزء الأول، زياد القاسم، 11-الزوبعة، الجيل الثاني، الجزء الثاني، زياد القاسم، 12-الزوبعة، الجيل الثاني، الجزء الرابع، زياد القاسم، عمتا، 13-عمتا، حسين مناور، 14-الرحلة الثانية، عبد الرحيم المراشدة.قسم الدراسة إلى تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، وتناول في التمهيد جدلية الأنا والآخر، ومنابعها الأولى، وتجلياتها في نماذج من الرواية العربية.أما فصول الدراسة فقد ركز فيها على الحديث عن شخصية الآخر في الرواية في الأردن فتناول في: الفصل الأول: شخصية الآخر بين الانبهار والإعجاب، الفصل الثاني: شخصية الآخر بين الرفض والعداء.وكل فصل من هذين الفصلين مقسم إلى ثلاثة محاور هي: المحور الأول: تجليات شخصية الآخر في الخطاب الحضاري والديني. المحور الثاني: تجليات شخصية الآخر في الخطاب السياسي والاقتصادي. المحور الثالث: تجليات شخصية الآخر في الخطاب الاجتماعي. الفصل الثالث: ملامح البناء الفني لشخصية الآخر.يتألف هذا الفصل من مدخل ومحورين على النحو التالي: المحور الأول: البناء الفني والإعجاب بالآخر: "ليلة في القطار" نموذجاً. المحور الثاني: البناء الفني ورفض الآخر.قسم هذا المحور إلى أربعة مباحث باعتبار أن أغلب الروايات تصور الرفض للآخر بأبنيتها المختلفة على النحو التالي: المبحث الأول: ملامح البناء الفني "التقليدي" ورفض الآخر: "المخاض" نموذجاً. المبحث الثاني: ملامح البناء الفني "الحداثي" ورفض الآخر: "الضحك"، و"متاهة الأعراب في ناطحات السراب" نموذجاً. المبحث الثالث: ملامح البناء الفني "الملحمي" ورفض الآخر: "الرحلة الثانية" نموذجاً.وفي الخاتمة دون أهم النتائج التي توصل إليها، حيث حاول قدر الإمكان توخي الموضوعية والدقة.