الظلام الدامس و الهدوء المخيف حينما يندمجان مع الهاجس الموحش لا ينتجان إلا رهبة تكتنف الأطراف ؛ نسير و تحيط بنا شواهد القبور من كل جانب .. هنا يرقد الحاج عباس عبد الكريم السلامونى 1965 .. يا له من زمن ؛ ترى من تكون و ماذا فعلت فى حياتك و أين أنت الآن ؟! .. مدافن عائلة السروجى .. أسماء و أسماء من حولك و أنت لا تعرف عنهم شيئاً سوى...
قراءة الكل
الظلام الدامس و الهدوء المخيف حينما يندمجان مع الهاجس الموحش لا ينتجان إلا رهبة تكتنف الأطراف ؛ نسير و تحيط بنا شواهد القبور من كل جانب .. هنا يرقد الحاج عباس عبد الكريم السلامونى 1965 .. يا له من زمن ؛ ترى من تكون و ماذا فعلت فى حياتك و أين أنت الآن ؟! .. مدافن عائلة السروجى .. أسماء و أسماء من حولك و أنت لا تعرف عنهم شيئاً سوى أنهم أموات لعب الدود معهم لعبته الأبدية التى سنصل اليها يوما ما ؛ ربما الآن .. كيف طاوعتك يا سوكة ؟ .. يقف سوكة على مقربة من خص خشبى ناحية اليمين و يبدأ فى طرق جداره الذى يبدو أنه باب رغم كل شيء لينفتح هذا عن جثة آدمية مازالت حية إن لاحظت ذلك .. رجل فى نحو الخمسين من عمره يرتدى جلباب أزرق مهترء حافى القدمين ما أن رأى سوكة إلا دعاه مرحباً إياه أن " يا سوكة يا بن القديمة .. فينك من زمان ياض ؟! " .. يضربه سوكة فى صدره ضاحكاً ثم يدخل و أنا فى إثره ألهث من فرط الإنفعال.