إن الله تعالى لا يقضي قضاءً لعبده المؤمن إلا كان فيه خير، وليس ذلك إلا لمؤمن، وإن مما قضاه الله تعالى لي، أن حُبست في بلاد الروم ظلمًا، وسُجنت من غير جريمة اقترفتها، إلا إني أصعد المنبر وأصدع بالحق، فشاء - جل جلاله - أن أجد في السجن شبابا تابوا إلى ربهم من قريب، وانشرحت صدورهم لتعلم دينهم، فألحوا علي أن أُفقهم فيما يحتاجون إليه،...
قراءة الكل
إن الله تعالى لا يقضي قضاءً لعبده المؤمن إلا كان فيه خير، وليس ذلك إلا لمؤمن، وإن مما قضاه الله تعالى لي، أن حُبست في بلاد الروم ظلمًا، وسُجنت من غير جريمة اقترفتها، إلا إني أصعد المنبر وأصدع بالحق، فشاء - جل جلاله - أن أجد في السجن شبابا تابوا إلى ربهم من قريب، وانشرحت صدورهم لتعلم دينهم، فألحوا علي أن أُفقهم فيما يحتاجون إليه، وأزودهم من الكتب ما لا ينبغي لمسلم جهله، فكان مما أوصيتهم به: تلاوة القرآن العظيم وتفسيره، ورياض الصالحين، وحصن المسلم، ومختصر السيرة النبوية، وصفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وحفظ الأربعين النووية. وكنت دائمًا أوصيهم بعرض أي كتاب علي قبل قراءته، لأتصفحه وأعلق على ما فيه من أخطاء - إن كانت - سواء في ذلك الأخطاء المطبعية، أو الفقهية، أو المخالفة لما عليه أهل السنة. فكان مما وقع بين يدي: كتاب التفسير للشيخ العلامة المفسر عبدالرحمن بن ناصر السعدي المتوفي سنة 1379هـ: (تيسر الكريم الرحمن) وهو كتاب أوصى به كثير من أهل العلم، لما فيه من فوائد جمة، ولما فيه من سهولة العبارة ووضوحها، وتجنب الحشو والتطويل، وتجنب ذكر الخلاف، ودقة الاستنباط في مواضع كثيرة..إلخ