لا يماري أحد في أن سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جمع شخصيته كل صفة حميدة ومفخرة يطمح إليها في السياسة والإدارة والقضاء كما مثلت فترة خلافته ذروة سنام تاريخ الأمة الإسلامية ولن يستطيع الباحثون والمتكلمون مهما حاولوا أن يحيطوا بكل جوانب عظمة هذا الصحابي الجليل الذي كان في إسلامه عز للمسلمين وفي توليه الخلافة رفه لشأن...
قراءة الكل
لا يماري أحد في أن سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جمع شخصيته كل صفة حميدة ومفخرة يطمح إليها في السياسة والإدارة والقضاء كما مثلت فترة خلافته ذروة سنام تاريخ الأمة الإسلامية ولن يستطيع الباحثون والمتكلمون مهما حاولوا أن يحيطوا بكل جوانب عظمة هذا الصحابي الجليل الذي كان في إسلامه عز للمسلمين وفي توليه الخلافة رفه لشأن الأمة وحفظ للدين ونشر للعدل بين الناس.وقد أدرك مؤلف هذا الكتاب أن الكلام في الإدارة له صلة قوية بالسياسية الشرعية فهو يرى "أن علم الإدارة العامة نشأ أولاً في نطاق علم السياسة وذلك للارتباط الوثيق بين تحديد الأهداف العامة للدولة وهو نشاط سياسي، وبين وضع هذه الأهداف موضع التنفيذ وهو مجال علم الإدارة العامة" وقد ركز المؤلف على إظهار جانب من إدارة الفاروق وعمله في القضاء وهو موضوع لم يكتب فيه الأوائل.وقد جاء الكتاب في باب تمهيدي وقسمين. بحث في الباب التمهيدي نسب الفاروق ومولده ونشأته والبيئة التي احتضنته وإسلامه، وأثره على الإسلام والمسلمين. ثم عرض فيه للتعريف بفن الإدارة وصلة الإدارة بالسياسية وتطور الإدارة في عهد عمر، كما بين معنى القضاء وما حدث فيه من تطور على عهد عمر. وبحث في القسم الأول من الكتاب: أوليات الفاروق في الإدارة، وتخطيط المدن واستصلاح الأراضي وإصلاحات الفاروق الداخلية وتنظيمه شؤون الرعية واختيار الولاة والقادة. وبحث في القسم الثاني أوليات الفاروق القضائية في عهد عمر وتنظيم القضائي في عهده واختيار القضاة كما يعرض لبعض القضايا التي قضى بها ولم يسبق لها مثيل.