إن الأسئلة الجوهرية التي تحاول هذه الدراسة الأجابة عليها هي عبارة عن:- ما هي المراحل التي مر بها علم الكلام الامامي حتى القرن السابع الهجري؟ و من هم أهم متكلميه في هذه المراحل و ما هي أبرز مصنفاتهم؟- هل عرف علم الكلام الامامي تطورات في المنهج الموظَّف في تحصيل العقيدة، و ما هي تلك التطورات؟ و من هم أصحاب التغيير المنهجي هؤلاء وف...
قراءة الكل
إن الأسئلة الجوهرية التي تحاول هذه الدراسة الأجابة عليها هي عبارة عن:- ما هي المراحل التي مر بها علم الكلام الامامي حتى القرن السابع الهجري؟ و من هم أهم متكلميه في هذه المراحل و ما هي أبرز مصنفاتهم؟- هل عرف علم الكلام الامامي تطورات في المنهج الموظَّف في تحصيل العقيدة، و ما هي تلك التطورات؟ و من هم أصحاب التغيير المنهجي هؤلاء وفي أي المصنفات طرحوا هذا التطوير؟- ما هي أهم النقاط التي شملها التغيير المنهجي المزعوم؟ وما هو الإسهام الذي قدمته المدرسة الحلية على هذا الصعيد؟ وما هي المناخات السياسية والفكرية التي دفعتهم بهذا الاتجاه؟- ما هو الدور الذي اضطلعت به مؤلفات العلامة ابن المطهر الحلي كشخصية كلامية تحتل قمة الهرم الكلامي في المدرسة الحلية بهذا الشان؟هذه جملة من أهم الأسئلة التي حاولت الدراسة الانشغال بها على مدى صفحاتها.إن أهمية هذا البحث تأتي من محاولة الكشف عن المناهج والرؤى التي أسهمت في بلورة الاعتقاد الإسلامي في جانبه البشري وإيضاح مدى مرونة علم الكلام الإمامي في تعاطيه مع الأفكار المجايلة له.إن أي حديث عن "فلسفة " دينية للمعتقد الاسلامي يبقى غير مكتمل و غير ناضج ما لم تسبقه دراسات معمَّقة و مفصَّلة تضيء الأبعاد التاريخية للمناهج والرؤى والصياغات التي حفلت بها مذاهب المسلمين وفرقهم كما دوّنته مصنفات نوابغ كل مذهب وفرقة على حدة.إن هذه الحقول البحثية الواعدة هي البداية الحقيقية لكل نقاش جاد لدينا عن فلسفة الدين، وهي الخطوة الكبرى التي على باحثينا ومفكرينا أن يضطلعوا بها في هذا الاتجاه. وما هذه الدراسة إلا مساهمة أولية متواضعة في هذا الإطار.