تقدم الشاعرة السورية رشا عمران في ديوانها الجديد "التي سكنت البيت قبلي" مواضيع شخصية تختلف عما نقرأه في المنجز الأدبي السوري في السنوات الأخيرة والتي تطرح قضايا ترتبط بالوضع القائم في البلد منذ أكثر من خمس سنوات.الشاعرة تمعن في مجموعتها الجديدة، النظر في الوحدة، تتغلغل في أدق تفاصيلِها، في محاولة لفهمها وفكفكة رموزها. ولصعوبة هذ...
قراءة الكل
تقدم الشاعرة السورية رشا عمران في ديوانها الجديد "التي سكنت البيت قبلي" مواضيع شخصية تختلف عما نقرأه في المنجز الأدبي السوري في السنوات الأخيرة والتي تطرح قضايا ترتبط بالوضع القائم في البلد منذ أكثر من خمس سنوات.الشاعرة تمعن في مجموعتها الجديدة، النظر في الوحدة، تتغلغل في أدق تفاصيلِها، في محاولة لفهمها وفكفكة رموزها. ولصعوبة هذا التمعن ومشقته، تحاول خرقه بخلق شخص آخر في المكان، فتختار ثيمة لمجموعتها، تمنحها بعدا إضافيا، وزاوية جديدة لرؤية هذه الوحدة، الثيمة التي اتخذتها الشاعرة عنوانا للمجموعة: "التي سكنتْ البيتَ قبلي".تقول رشا عمران:في خزانة الحائطثمة دفتر قديموجملة واحدة فقط مكتوبة بخط قلق: وحيدة.. كيتيمة تشتهي أنيمشط أحد شعرَها المبللالجملة التي كتبتها المرأة التي سكنت في المنزل قبلي وضعت فوقهاخصلةَ شعر بيضاء رقيقة ورحلت.كل ما فعلتهُ أنني كتبت اسمي تحت الجملة وعلقت الورقة علىالحائط الفارغثم أخذت مشطًا وسرحت خصلة الشعر البيضاء الرقيقةوهكذاكنتُ أعيدُ المشهد كلّ يومكما لو كنت أسلي وحدتيكي لا تبدأ بقضمأصابع قدمي.تنحو نصوص "التي سكنتْ البيتَ قبلي" حسب الناشر، منحى مختلفا قليلا عما نطالعه في الشعر السوري تحديدا في هذه المرحلة، إذ تذهب النصوص باتجاه الحديثِ عن الشخصي الذي تعيشه الشاعرة، والذي يعطي انطباعا بأنه شخصي بالمطلق، ولا يحاول ادعاء أكثر من ذلك.لكن الحال، أن هذا الشخصي في قصائد المجموعة، ليسَ مفصولا عن سياق عام، أوصل الشاعرة إلى هذه الوحدة التي كتبتها بدقة وعناية شديدتين.تقول:أفكرُ أحيانًاأن النساء الوحيدات يشبهن الشرفات النافرةيتسعنَ لأحواض الزرعولحبل الغسيل المزدوجولكرسي وحيد يعرف الفرق بين الشموس وضوء القمر.تحاول رشا عمران على هذا الشكل أن ترسم في مجموعتها لوحة لحياتِها، تحاول استثمار كل لحظة في التفكير في هذه الوحدة القاسية التي تعيش، خلالَ مئة واثنتي عشرة صفحة من القطع الوسط، هي حجم مجموعتها: "لتي سكنتْ البيتَ قبلي".والمجموعة الشعرية صدرت مؤخراً عن منشورات المتوسط في إيطاليا، ضمن مجموعة المتوسط المسماة "براءات" وهي مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر، والقصة القصيرة، والنصوص. أطلقتها المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية.ولدت رشا عمران في طرطوس سنة 1964 وعُرفت بموقفها المساند للمعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الأحداث في سوريا.ولها إصدارات شعرية منها: "رجع له شكل الحياة"، "كأن منفاي جسدي"، "ظلك الممتد في أقصى حنيني"، "معطف أحمر فارغ"، و"بانوراما الموت والوحشة"، بالإضافة إلى دراسات "أنطلوجيا الشعر السوري".