هل الإنفجار السكاني في العالم العربي حتمي، وهل يشكل معضلة تستعصي على الحل، وتكمن في قلبها مشكلات إقتصادية وإجتماعية وسياسية تعيق تقدم المجتمعات العربية وتمنع دخولها في العصر؟ أم أنّ الحديث عن الإنفجار السكاني ومخاطره يضمر التعتيم على قضايا سياسية جوهرية في العالم العربي؟.في عالم عربي يتسم بمساحات واسعة في الجغرافيا، ويزخر بموارد...
قراءة الكل
هل الإنفجار السكاني في العالم العربي حتمي، وهل يشكل معضلة تستعصي على الحل، وتكمن في قلبها مشكلات إقتصادية وإجتماعية وسياسية تعيق تقدم المجتمعات العربية وتمنع دخولها في العصر؟ أم أنّ الحديث عن الإنفجار السكاني ومخاطره يضمر التعتيم على قضايا سياسية جوهرية في العالم العربي؟.في عالم عربي يتسم بمساحات واسعة في الجغرافيا، ويزخر بموارد إقتصادية وثروات ضخمة، ومساحات قابلة لإحتضان ملايين البشر، في هذا العالم العربي تكمن المشكلة في نهب ثرواته وتوظيفها خارج تطور مجتمعاته، أليس معبراً خسارة رؤوس الأموال العربية مبلغ 2500 مليار دولار خلال أزمة البورصة العالمية التي اندلعت منذ سنوات، فيما يكفي ربع هذا المبلغ لتحويل الأراضي العربية وصحاريها إلى جنة، تستقطب ملايين السكان وتؤمن لهم موارد ثابتة في المشاريع الإقتصادية.إنّ معضلة العالم العربي ليست في حجم سكانه المتزايد، بل في تسلط أنظمة إستبدادية وأقليات تهيمن على موارده وثرواته وتوظفها لخدمة مصالحها الخاصة، وقواها الأمنية.إنّ حل معضلة السكان في الوطن العربي تكمن أولاً وأخيراً في إستعادة الشعوب العربية لثرواتها ووضعها في خدمة المواطن العربي.تسعى هذه الدراسة بعنوان "الإنفجار السكاني في العالم العربي" إلى محاولة تلمّس جوانب متعددة من المشكلة السكانية ودرجة إنفجارها ووسائل التصدي لها في العالم العربي، وهي تتضمن سبعة فصول، من ضمنها جداول إحصائية متصلة بالموضوع نفسه، يتطرق الفصل الأول إلى بعض "النظريات" التي تناول المسألة السكانية، من العصور الإغريقية إلى النظريات الشرقية في بلاد الصين حيث كان لكونفوشيوس مساهمة في هذا المجال.ويتناول الفصل الثاني "تطور السكان في العالم العربي خلال العقود الأخيرة"، ويشير الفصل الثالث بعنوان "الموروثات الثقافية وعلاقتها بالمسألة السكانية"، إلى جملة مفاهيم وعادات وتقاليد لا زالت متجذّرة في مجتمعاتنا العربية، وترمي بكلكلها على التطور الإجتماعي، وتشكل في بعض الأحيان إعاقات فعلية في وجه هذا التقدم.أما الفصل الرابع فتناول "الآثار الناجمة عن الزيادة السكانية"، وخصص الفصل الخامس لموضوع "الشباب العربي في قلب الإنفجار السكاني" بالنظر إلى الموقع الذي تحتله أجيال الشباب اليوم والدور الذي تضطلع به في التحولات العربية الجارية، ويعرض الفصل السادس معضلة "الإنفجار السكاني في السياسات الرسمية العربية"، ويتوقف الفصل السابع لمعالجة موضوع "الإنفجار السكاني: من عنصر سلبي إلى عنصر إيجابي؟".