يعتبر كتاب "الدولة القطرية العربية: مضامين وإشكاليات... مقاربة نظرية"، للدكتور "حسن الزبيدي"، والذي صدر عن المركز العلمي للدراسات السياسية/الأردن، أحد أبرز الكتب النظرية التي تناولت مفهوم الدولة، حيث ركّز على مفهوم الدولة باعتباره واحدا من المفاهيم التي تتناقض حولها وجهات النظر، وقد هدف إلى البحث في مجموعة الإشكاليات التي تعتري ...
قراءة الكل
يعتبر كتاب "الدولة القطرية العربية: مضامين وإشكاليات... مقاربة نظرية"، للدكتور "حسن الزبيدي"، والذي صدر عن المركز العلمي للدراسات السياسية/الأردن، أحد أبرز الكتب النظرية التي تناولت مفهوم الدولة، حيث ركّز على مفهوم الدولة باعتباره واحدا من المفاهيم التي تتناقض حولها وجهات النظر، وقد هدف إلى البحث في مجموعة الإشكاليات التي تعتري مفهوم الدولة، والتي أسست خصائصها وسماتها، محاولا تفسير أسباب وبواعث الأزمة التي تعاني منها الدولة القطرية. استعرض الفصل الأول مفهوم الدولة، وتناول أهم الرؤى حوله، كما عني الفصل الثاني بمفهوم الدولة في الفكر العربي- الإسلامي، وحاول الفصل الثالث تشخيص الإشكاليات التي تعترض مفهوم الدولة القطرية.وتوصلت الدراسة إلى أن الدولة في الوطن العربي تعاني من قصور في المفهوم والمضمون، فمفهومها تعترضه جملة من الإشكاليات تكسبه خصوصية، وتجعله يعاني قصوراً مضمونياً، كما أن الفكر العربي نأى جانباً عن الدولة؛ فلم يتناولها بالتحليل الذي تستحقه. كما أن ولادة الدولة القطرية في الوطن العربي عكست عناصر أزمة بنيوية؛ بسبب تناقضها مع التاريخ والجغرافيا والفكر، ومن أهم هذه العناصر البحث عن الشرعية، إلى جانب الفراغ السياسي والسلطوي والمؤسساتي والإداري البيروقراطي، لذا فإن مشروع الدولة القطرية جاء لسد هذا الفراغ، وعليه فقد كان بناء السلطة قبل الدولة، بوصفها أداة رئيسة لفرض هيمنة الدولة وبسط نفوذها في المجتمع.يخلص المؤلف إلى أنه بالرغم من أن الدولة القطرية لحظة ولادتها نُظر إليها على أنها أداة لتحقيق الاستقلال والوحدة، لكنها بعد مدة قصيرة باتت أحرص على إدامة كيانها المستقل، وراح الفكر يبحث عن نظريات تسمح باستخدام الدولة القطرية كأداة لتحقيق تلك الإدامة. ومن جهة أخرى، فإن الدولة القطرية العربية تخضع لضغط المطالب الشعبية المتزايدة من أجل المزيد من المشاركة في عوائد الاستقلال والتنمية وثمار الثروات الطبيعية، فعمدت إلى إيجاد آليات ومسوغات لتأجيل تلك المطالبات، وقبلت الارتهان لأزمتها. ولذا لم تفلح الدولة القطرية في الخروج من الإشكاليات التي حكمت مفهومها، ولم تفلح نظريتها في تأسيس فروض تؤسس لمستقبل أفضل تكتسب فيه الدولة سمات جديدة تجعلها أقرب إلى الدولة الحديثة القائمة على مفاهيم المواطنة والمشاركة والمساءلة والقانون.