لقد شهد القرنان الماضي والحالي تحولات بالغة الأهمية في مختلف جوانب الحياة نظراً للتطورات المتصاعدة التي طرأت في مجال علمي الكيمياء والفيزياء، والتي توجت بظهور علم التقنية النووية. في الوقت ذاته فمن المتوقع أن يشهد القرن المقبل الذي نحن على مشارفه تحولات بنائية على صعيد علم الأحياء وتقنيته، وستكون الهندسة الوراثية هي جوهر هذا الت...
قراءة الكل
لقد شهد القرنان الماضي والحالي تحولات بالغة الأهمية في مختلف جوانب الحياة نظراً للتطورات المتصاعدة التي طرأت في مجال علمي الكيمياء والفيزياء، والتي توجت بظهور علم التقنية النووية. في الوقت ذاته فمن المتوقع أن يشهد القرن المقبل الذي نحن على مشارفه تحولات بنائية على صعيد علم الأحياء وتقنيته، وستكون الهندسة الوراثية هي جوهر هذا التحول الجذري.يتناول هذا الكتاب المنافع العديدة التي يمكن أن تجنيها الإنسانية من الثورة التقنية وما سيترتب عليها من آثار وعواقب، وما يمكن أن نكسبه أو نخسره بسببها، وذلك على المستويين الفردي والعالمي؛ فالمخاطر المصاحبة لقرن التقنية الحيوية - كما يشير المؤلف - بالغة وشديدة التعقيد، كما أن الإنجازات المصاحبة له متطورة ومشجعة. لذا فإن هذا الكتاب يفتح الباب على مصراعيـه - ونحن على عتبات قرن جديد - لمناقشة عامة وواعية لمخاطر التقنيات الحيوية وإيجابياتها. فهل تحمي هذه التقنيات التنوع البيولوجي لكوكب الأرض وتعمل على زيادته بدلا من أن تقوضه وتستنزفه؟ وهل هي سهلة الإدارة أم إنه لا تمكن السيطرة عليها بشكل مطلق؟ وهل ستعلي من قيمة احترام الحياة البشرية الكريمة أم تحط من قيمتها؟ويؤكد المؤلف على أن كل الحقائق الشخصية والمشتركة الخاصة ببني البشر سوف تتأثر بعمق من جراء التقنيات الجديدة لقرن التقنية الحيوية، وبالتالي تستحق هذه التقنيات أن تناقش على نطاق واسع وأن يشترك عامة الناس في مناقشتها، قبل أن تصبح هذه التقنيات بتعقيداتها جزءاً من حياتنا اليوميـة.