التربيـة.. ذلك العـالم الرحـب الفسـيح..الذى يعمـد فى تشكيل ملامحه إلى أصعب مكـون عرفتـه منظومة الحيـاة ذاتها على الأرض ..إنه مكونالإنسـان، رأس قائمة هذه المنظومة بكل ما تحتويه من معطيات و مفـردات. فلا غـرو أن يـأتـى كتـابنـا معنوناً بـ تربيـة الحريـة.. فالحرية كذلك هى رأس قائمة منظومة الإنسـان … و عندما يتعـانق رأسـا القائمة فى ...
قراءة الكل
التربيـة.. ذلك العـالم الرحـب الفسـيح..الذى يعمـد فى تشكيل ملامحه إلى أصعب مكـون عرفتـه منظومة الحيـاة ذاتها على الأرض ..إنه مكونالإنسـان، رأس قائمة هذه المنظومة بكل ما تحتويه من معطيات و مفـردات. فلا غـرو أن يـأتـى كتـابنـا معنوناً بـ تربيـة الحريـة.. فالحرية كذلك هى رأس قائمة منظومة الإنسـان … و عندما يتعـانق رأسـا القائمة فى تطبيـق عملـى صـريح.. تأتى النتائج ـ بلا شـك ـ مؤكـدة قيمة كل منها فى رحلة إعمـار الأرض .. التربيـة و الحـريـة ..و تتصـارع فى ثناياهما، قضيـة شغلت بـال الإنسـانية زمنـاً طـويلاً: هل هى حرية التربية أم تربيـة الحرية؟ و كيف تشكل الحرية وعـاً لعطـاء تربوي؟!يقـول مؤلف الكتـاب.. لا يصبح أحد فجـأة ناضجاً فى الخامسة و العشرين من عمره، ذلك أننا نصبح ناضجين مع كل يوم يمر علينا… إن الاستقلالية عملية نضج أى عملية تشكيل الوجود، و هى لا تحدث فى وقت معـين… كما أنها رهينـة بالخـبرات التى تثير اتخاذ القرار و المسئولية .. هذه هى نقطة انطلاق هذا الكتابـ الذى بين أيدينا ـ أى كيف تمتزج تربية الحرية بمكوناتها المتمثلة فى الأخلاق و الديمقراطية و الشجاعة المدنيـة لتشكل سبيـلاً ممهـداً لتحقيق الحلم بمجتمع جديد، مجتمع يؤمن برؤية الإنسـان و قيمته و قدرته على أن يصنـع تاريخه، أكـثر بكـثير ممـا يصنعـه التاريخ..يقـع الكتـاب فى أربعة فصـول ، و هو جزء من سلسلة آفاق تربوية و هو يشكل فى مضمونه سبيكة معرفية نفسية تتشابك فى صياغتها المنهجية العلمية و الجمالية و الإبداعية و إدراك بعيد المدى لمعالم و أشكال المعرفة و الخبرة الإنسـانية ، و احتياجها الملــح للنقـد الدقيـق و الاختيـار الأكـثر دقـة لتكتمل مسيرتها…