نبذة النيل والفرات:تمتد سلطنة عمان على مساحة إستراتيجية، من سواحل شبه الجزيرة العربية، يبلغ طولها أربعة آلاف ميل، ما يعادل ربع مساحة تلك السواحل. وتطل السواحل العمانية على بوابة الخليج العربي والطريق المائية التي تتجه نحو الشمال والشرق والجنوب (الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي بالترتيب). وتغطي مساحتها ما يربو على مئة ألف م...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تمتد سلطنة عمان على مساحة إستراتيجية، من سواحل شبه الجزيرة العربية، يبلغ طولها أربعة آلاف ميل، ما يعادل ربع مساحة تلك السواحل. وتطل السواحل العمانية على بوابة الخليج العربي والطريق المائية التي تتجه نحو الشمال والشرق والجنوب (الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي بالترتيب). وتغطي مساحتها ما يربو على مئة ألف ميل مربع. وثمة حقيقة لم يأت كثيرون على ذكرها، وهي أن عمان بلا منازع هي أقدم الدول العربية ذات الإستقلال في العصر الحديث، في وقت لم تسلم فيه دول من الوقوع في أسر الإستعمار؛ فدولة مثل مملكة اليمن البعيدة قد وقعت في أسر الأتراك فترتين قبل الحرب العالمية الأولى، كما أن الغالبية العظمى من الدول العربية لم تنشأ حدودها إلا إبان تلك الحرب. وعلى الرغم من أن عمان أكبر مساحة من اليمن، إلا أن عدد سكانها يقترب من سدس عدد سكان اليمن.وعمان هي أكثر الدول العربية التي تمتد أذرعها إلى الشرق، فلا تدانيها في ذلك أية أراض أخرى يقطنها العرب، أو يعيشون حياة العرب في مجتمعاتهم، أو يرون أنفسهم من العرب. وكانت عمان من الناحية الجغرافية والتاريخية والسياسية بمعزل عن الأحداث الرئيسة التي شكلت التاريخ العربي، ورضيت بأن تكون في الجانب المنعزل البعيد في جزيرة العرب، وهو إسم شبه الجزيرة العربية لدى العرب. ويميل إقتصاد عمان إلى الخليج العربي والمحيط الهندي، فلا تربطها سوى علاقات ثقافية أو تجارية ضعيفة مع أوروبا والعالم الجديد، أو مع باقي أنحاء الجزيرة العربية (في المجال نفسه).يعد هذا الكتاب أول كتاب ينشر في عمان (الأول في موضوعه، في العصر الحديث). وكما أشار المؤلف في كتابه السابق "عمان المجهولة" “Unknown Oman” ، فليس بإمكانه أن يدعي اضطلاعه بهذا العمل الرائد وحده. ففي الوقت الذؤي يتحمل فيه المؤلف وحده مسؤولية ما تشمنه هذا الكتاب، وما لم يتضمنه أيضا، فقد استعان بلا تحفظ بكثير من علماء الشرق الأدنى المشهورين في العالم، إلى جانب المستشرقين والعرب والمهتمين بالشؤون العربية العسكرية والسياسية، حتى أخرج هذا الكتاب "عمان: تاريخ له جذور" المشتمل على أصدق وأوضح وأدق صورة للأحداث والأزمان التي وصفها.