كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله بن العديم الحلبي


وهو كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله .. ابن أبي جرادة ، العقيلي ، الحلبي . ولد بحلب في أواخر عام ( 586 هـ / 1173 م ) وكان أبوه محيي الدين يتولى منصب قاضي القضاة ، تعلم على أبيه وعمه ومشاهير عصره ، وتنقل في سبيل ذلك بين بغداد والقدس والقاهرة ، وتولى بدوره منصب قاضي القضاة إبان سلطنة الملك الظاهر غازي على حلب ، وهو الذي أوفده في سفارة على الخليفة المستنصر ببغداد ، وكان الغزو التتري بقيادة هولاكو قد اقترب من الشرق الأوسط ، وبعد سقوط بغداد واقتراب الخطر من حلب عام ( 657 هـ / 1259 م ) أوفده الملك الناصر صلاح الدين الثاني في سفارة إلى مصر ، وكانت السلطنة قد آلت إلى المنصور علي بن المعز أيبك وهو بعد صبي غير مدرك للخطر القادم من الشرق ، الأمر الذي أجاز خلعه وتولية المظفر قطز ، واشترك ابن العديم في البيعة ، واستجاب قطز لنجدة أهل الشام ، وعاد ابن العديم إلى دمشق بصحبة قاضي القضاة برهان الدين السنجاري ، وأحرز السلطان المظفر نصرًا حاسمًا على التتار في معركة عين جالوت التاريخية في صيف عام ( 658 هـ / 1260 م ) ، وبعد أن استقرت الأمور في حلب عاد ابن العديم إليها ، ولكنه لم يلبث أن رجع إلى القاهرة حيث توفي عام ( 660 هـ / 1262 م ) عن 74 سنة معاصرًا لوفاة شيخ الإسلام العز بن عبد السلام . اشتهر كمال الدين ابن العديم بتوفره على علوم الفقه والحديث ، إلا أن شهرته انعقدت بمؤلفاته التاريخية . قال عنه صاحب النجوم الزاهرة : " كان إمامًا عالمًا فاضلًا مفتيًا في علوم كثيرة ، وهو أحد الرؤساء المشهورين والعلماء المذكورين ، وأما خطه ففي غاية الحسن يضاهي ابن البواب الكاتب وقيل أنه هو الذي اخترع خط الحواشي " ومن مؤلفات ابن العديم المطبوعة : كتاب " زبدة الحلب في تاريخ حلب " ، وهو مختصر من مؤلفه الكبير المخطوط عن تاريخ حلب وشمال سورية المسمى " بغية الطلب في تاريخ حلب " ، وله " الدراري في الذراري " الذي قدمه للملك الظاهر الأيوبي يوم مولد ابنه الملك المعز ، وله " دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري " وهو دفاع عن فيلسوف المعرة . من مؤلفاته : تاريخه الكبير السالف الذكر ، وله " الأخبار المستفادة في ذكر بني جرادة " وهم أهل بيته . وله شعر حسن .


الصفحة الرئيسية