داغ سولستاد


روائي نيرويجي، ولد عام 1941م. بداية سولستاد في عالم الإبداع الأدبي كانت عام 1965، قبل دخوله عالم الرواية، وذلك في مجموعته القصصية الأولى «اللولب»، الحافلة بشخصيات يغلب عليها التوق إلى بلوغ طموحات فردية، غالباً ما كانت تصطدم مع واقع صعب، أقرب إلى العبث. لنكتشف بعد ذلك بسنتين في مقالة للكاتب في مجلة أدبية، يوضح فيها أفكاره ورؤيته للأدب النرويجي، والتي كانت النقطة الفاصلة في قطيعته مع الرواية الأوروبية التقليدية السائدة، في إشارة إلى تيار أدبي كبير، رسم معالمه كل من جيمس جويس، ومارسيل بروست، وصاموئيل بيكيت. ‏في مجموعته القصصية «الكرسي الدوار» المنشورة عام 1967، ينتحل الكاتب دور المحامي المدافع عن الكتابة المحسوسة، التي تبدو من خلالها الأشياء على حقيقتها، وليس كما يرغبها الكاتب في مخيلته. يقول: علينا أن نصف الأشياء كما هي في الواقع، أن نقدم دلة قهوة الصباح، التي نضعها على الطاولة بشكلها المعدني الأبيض، محتوية على سائل ساخن تفوح منه رائحة عطرة، لا أن نركّب لها أجنحة، ونحّملها ما لا تحتمل. ‏كان سولستاد يعي حقيقة التغييرات التي طرحها في بنية الأدب النرويجي، وكان يدرك بطء تجاوب القراء مع أفكاره الجديدة، لذا كان يلجأ قبل طرح رواية جديدة إلى الكتابة في المجلات الأدبية المتخصصة، يمهد من خلالها لعمله الروائي الجديد. ‏هذا ما فعله سولستاد قبيل صدور روايته «أخضر رمادي»، حين أكد أنه قد حان الوقت لكي ينزع الأدب النرويجي نحو موضوعات أكثر بعداً عن الذات الفردية، وأكثر قرباً من إرهاصات الناس العاديين. معيباً على الأدب النرويجي نبرته المحلية وانغلاقه على محيطه الضيق، في هذا المكان القصي من الكرة الأرضية. متسائلاً في أكثر من مقابلة صحفية معه، وفي أكثر من مقال دونه بقلمه بالقول: لماذا لم يهتم النقد الأوروبي يوماً بالنتاج الأدبي النرويجي؟ ‏يجيب: لأنه لم يستطع أن يحاكي هموم وانشغالات الإنسان، فبقي حبيس حدوده الجغرافية. ‏أصدر داغ سولستاد عشرين عملاً أدبياً متنوعاً بين قصة ورواية وشعر ومسرح، وحظي باهتمام النقد الأوروبي منذ ثلاثيته الروائية الصادرة عام 1980. ‏سنتوقف عند آخر رواية صدرت للكاتب عام 2008 بعنوان «العار والكرامة»، لكونها تمثل من بين كل نتاجه الأدبي، الصورة الأمثل لهذا النمط من الرواية، التي تسمى الأدب الاسكندينافي الذي يتسم بخصوصيته النابعة من بيئته المختلفة عن البيئة الأوروبية، ولكونها أيضاً تمثل أروع ما كتبه دوغ سولستاد. ‏


الصفحة الرئيسية