العلامة المحقق الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي


((موضوع الصورة: المرحوم العلامة المربي الشيخ مصطفى احمد قصير العاملي، يقرء الفاتحة على مزار والده المرحوم العلامة الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي(سنة 2007))).* نبذة موجزة عن حياة العلامة المحقق الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي (طاب ثراه) من مواليد 1925 ميلادي، رحلته إلى الملكوت الأعلى 2006 ميلادي والده: العلامة الشيخ حبيب قصير،ولد العلامة الشيخ أحمد حبيب قصير العاملي في سنة 1925 ميلادي في قرية دير قانون النهر التي تقع على ضفاف نهر القاسمية وتبعد مسافه 12 كيلومتر من مدينة صور جنوب لبنان، وترعرع في عائلة محافظة دينياً، ووالد (الشيخ حبيب قصير) فلاح وعالم دين متواضع وترابي ومحبوب، كان الشيخ أحمد قصير معروفاً بذكائه منذ طفولته، حيث سمي في قريته بالتحفة، لأنه كان يتكلم مع أبناء قريته منذ سن الخامسة من عمره باللغة العربية الفصحى، متخذاً من والده نموذجاً في تعلم القرآن الكريم والعدالة والصدق والأمانة، في عام 1941 عمل كواحد من المشرفين عند استحداث مشروع الليطاني لجر المياه إلى القرى الجنوبية ولم يكن يبلغ 16 عاماً. في عام 1943 عمل تطوعاً كمعلمٍ للغة العربية والقرآن في قريته(دير قانون النهر). وكان من أوائل المنتسبين للجيش اللبناني بعيد الاستقلال عام 1946، شارك بحماس واندفاع شديدين في القتال للدفاع عن لبنان والقرى السبع مقابل هجمات العصابات الصهيونية الاسرائيلية الحاقدة سنة 1949، في عام 1951 ترك الجيش اللبناني، ليبدأ خطواته نحو إكمال العلم الحوزوي، حيث تتلمذ على يد العالم المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة صور، وكان من أبرز تلامذة العالم شرف الدين الذي لقبه بالطالب الشجاع والكفوء وذو الحرية الفكرية والدلائل المنطقية، ثم انتقل إلى حوزة النجف الأشرف في العراق عام 1954 لإكمال علومه الدينية هناك، والتي سرعان ما أخذ فيها المراتب العلمية العليا، وأكمل دراسته على يد كبار المراجع والعلماء أمثال: العلامة الكبير السيد اسماعيل الصدر، والعلامة الفيلسوف الشيخ محمد رضا المظفر(صاحب كتاب المنطق وكتاب اصول الفقه و..) والعلامة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم والمرجع الكبير السيد أبو القاسم الخوئي وغيرهم من علماء النجف الأشرف "رضوان الله تعالى عليهم أجمعين"حاز على الإجازة في العلوم الفلسفية والمنطقية من كلية العلوم في النجف الأشرف ، وفي اوائل الستينات نال درجات الاجتهاد بشهادة اساتذته العلماء الكبار والمراجع العظام الحكيم والخوئي والمظفر في النجف الأشرف ، وثم شهادات الاجتهاد من الامام الخميني والگلبايگاني في قم المقدسة، ومنذ اول الستينات تمرس التدريس في علوم التفسير والنحو واللغة العربية والمنطق واصول الفقه واللمعة الدمشقية وبداية الحكمة ونهاية الحكمة، خلال أكثر من ثلاث عقود تتلمذ على يديه العشرات من طلاب الحوزات العلمية في النجف الأشرف ولبنان وقم المقدسة من مختلف الدول العربية والإسلامية كلف من قبل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، بعدة مهمات منها التواصل مع آية الله أبو القاسم الكاشاني، إبان ثورة المصدق. كما كلف من قبل سماحته، بالتبليغ وإقامة صلوات الجماعة في النقاط العراقية النائية، حيث تعرض للاعتقال ومن ثم الإبعاد من قبل النظام العراقي الحاكم في أواخر الستينات من القرن الماضي، تلاقى مع الإمام السيد موسى الصدر لبحث شؤون وشجون المسلمين في لبنان، فيما تولى في نهاية الستينات إمامة مساجد النبي عثمان وعلي النهري في البقاع لبنان. اقام في بيروت من العام 1971 حتى 1976 وبعد بدء الحرب اللبنانية الداخلية (في عام 1975) عاد واستقر موقتا في بلدته دير قانون النهر حيث اقام فيها وتابع مسيرة الإرشاد والتبليغ فيها وفي القرى المجاورة (منها قرية برج رحال) وإقام صلاة الجماعة وحلقات التدريس والبحث العلمي حيث تواجد، خلال اقامته في قرية دير قانون النهر أعاد بناء مسجد الحارة القبلية القديم، بمعية اهل الخير والإحسان من قريته. في السبعينات استضيف عدة مرات من قبل الأزهر في مصر وأقامو له حلقات النقاش العلمي المنطقي والفلسفي مع مختلف العلماء، وكان مورد اعجاب واحترام عالي لمناظراته المنطقية ولإعطائه الأجوبه الفورية إستنادا الى النص القرآني واسس العلوم اللغوية والنحوية ، وتعمقه في اللغة العربية وذلك في اي مورد فيه اختلاف أو أكثر من رأي عند علماء الصدق من اهل السنة والشيعة...كما زار العديد من الدول الإفريقيه والمغرب العربي لغاية التبليغ وحمل الرسالة الإسلامية الى شؤون الإغتراب ، واصلاح ما يمكن اصلاحه من امور الدين والدنيا والأخرة لهم.بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران عام 1979ميلادي، بقيادة الامام الخميني (رحمه الله)، شد رحاله ليستقر في (الحوزة العلمية لمدينة) قم المقدسة، حيث أقام حلقات التدريس الحوزوي والتحقيق العلمي، وكلف من قبل الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس الله سره الشريف) بالتبليغ وإمامة الجمعة لمدينة الحميدية وجوارها في جنوبي إيران(ضاحية الأهواز) من نيسان 1979إلى بداية حرب الخليج الأولى (عندما هاجم رئيس العراق آنذاك صدام، الجمهورية الاسلامية الايرانية في ايلول 1980)؛ حيث بعدها رافق المجاهدين في جبهات الحق لعدة أشهر.كانت له لقاءات عديدة مع الإمام الخميني(ره)، والشهيد الدكتور بهشتي والشهيد القائد الدكتور مصطفى شمران، حيث عمل بتكليف منهم على تاسيس لجان للقضاء على حالات الفساد المستعصية (في الدوائر الرسمية من آثار حكم الشاه) وعمل على النهضة بالمناطق الفقيرة وتوزيع الأراضي على المزارعين في المناطق النائية على أطراف الدولة الإسلامية في ايران العلامة المجاهد الشيخ أحمد حبيب قصير: خلال زيارته وإقامته في لبنان قدم مئات من حلقات الدروس للشباب ، خصوصا في الفقه وتفسير القرآن، كما قدم عشرات الحلقات الدرسية لشباب المقاومين (في المقاومة الاسلامية - حزب الله) في محاور الجهاد ومساجد القرى الجنوبية، بتكليف مباشر من سماحة العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي في سنوات انطلاقة المقاومة الإسلامية، وبعد شهادة السيد الموسوي (1992) أكمل مهمة التدريس وصلاة الجماعة في قرى الجنوب ومحاور المواجهة للعدو الصهيوني واقامة دروس التفسير القرآني وذلك بمواكبة وتشجيع واهتمام من سماحة العلامة المجاهد السيد حسن عبدالكريم نصر الله العلامة المحقق الشيح احمد قصير ، لم يكل ولم يمل طيلة حياته وهو يبلغ ويرشد الشباب ويسخى في حلقات الدروس من الجنوب إلى بيروت والبقاع وصولاً إلى مختلف المناطق اللبنانية والدول العربية والاسلامية المجاورة.ألف كتاباً نحوياً باسم: (متن الأجرومية، ودروس في النحو) اعتمد للتدريس في الحوزات العلمية. له تحقيقات معمقة وعديدة لكتب الفقه والشريعة والمنطق والتراث الإسلامي من أشهرها: التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي(رض) (10 مجلدات) والذي قام بنشره. وله كتب وتحقيقات أخرى منها تم ونشره ومنها لا زال قيد النشر، القرآن في القرآن، الحجاب في القرآن، الفقه في القرآن، إضافة لتحقيقات في العشرات من الكتب الفقهية والفلسفية والعلمية والحوزويةولا بد من الإشاره ان الشيخ أحمد قصير ، أسس في العام 1965 دارا للنشر والتوزيع تحت عنوان دار الهدى، وكان له فرعين في النجف وبيروت.اعتمد العلامة الشيخ احمد قصير من قبل سماحة السيد أحمد الخميني (طاب ثراه) لتعريب وتصحيح نص الترجمة العربية لوصية الإمام الخميني (قدس سره)عمل الشيخ احمد قصير في مجال التصحيح والتحقيق للعديد من الكتب التراث مع منظمة التبليغ الإسلامي ومؤسسة النشر التابعة لجامعة المدرسين في الحوزة العلمية لمدينة قم المقدسةله عشرة أبناء(ذكور) منهم: المرحوم العلامة المجاهد والمربي الكبير الشيخ مصطفى أحمد قصير العاملي (مواليد 1957- توفي 2014م)، النائب السابق في البرلمان اللبناني الحاج عبدالله قصير، الشهيد القائد الحاج عبدالمنعم قصير، المترجم الشهير الدكتور موسى قصير، ومدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية الإمداد الحاج يعقوب قصير،من أبرز أصهرته: العلامة المرحوم الشيخ يوسف علي الفقيه (توفي عام 1984)، الشيخ خالد الغضنفر ، والشيخ اسماعيل الجمال انتقل العلامه المجاهد والمحقق الكبير الشيخ احمد حبيب قصير العاملي إلى رحمة الله تعالى في 1/12/2006 ودفن في بلدته دير قانون النهر، قضاء صور، جنوب لبنان.


الصفحة الرئيسية