يوريبيديس


كان يوربيديس معاصراً للروائيين اليونانيين إسخيلوس وسوفوكليس ، وكان ثلاثتهم ، ربما ، أفضل روائيي اليونان القديمة . وكان يوربيديس رساماً ، إلا أنه احترف الأدب في سني حياته الأخيرة ، وكتب عدداً كبيراً من المسرحيات ، وبقيت حوالي ٢٠ مسرحية يُعتقد أنه كاتبها . وقد كان لها تأثير عميق ودائم في المسرح الغربي . ومنها : ألسيستيس ، وميديا ، وهيبوليتوس ، وأوريستيس ، والكترا ، وكلها شخصيات شهيرة في الميثولوجيا الإغريقية اليونانية ، أو التاريخ القديم . وتتميز كل هذه المسرحيات بمهارة حبكتها ، وموضوعها الدرامي ، وسهولة حوارها ، ومحتواها المأساوي.بعض الرويات تقول أن والده كان صاحب حانه وأمه بائعة خضار، والبعض الآخر يذكر أنه كان من أسرة عريقة.بعض النقاد يؤكدون أنه لم يبد في حياته ما يدل على أنه من طبقة أرستقراطية أو متوسطة، وأن مؤلفاته توشك أن تكون خالية خلوا تاما من التقاليد القديمة التي هي من طابع الأسر النبيلة.حياته الأدبية.كانت البداية في عام 455 قبل الميلاد، حيث قدم أولى مآسيه في إحدى المسابقات فنال المركز الثالث.فاز بالأولوية بعد أربعة عشر عاما، ظفر بها أربع مرات في حياته وفازت بها إحدى مآسيه بعد موته.غادر أثينا -على أثر مأساة أوريستيس في عام 408 قبل الميلاد-إلى بيلا حيث استقبله ارخيلاءوس ملك مملكة مقدونيا القديمة في بلاطه استقبالا حافلا، وظل هناك حتى وفاته.أعمالهعزا القدماء -وعلى رأسهم سويداس- إلى يوربيديس اثنتين وتسعين مسرحية ،ولكن يبدو أن عددا منها قد فقد في العصر الذي تلا الشاعر مباشرة والعصور التي تليه، ومنها من ارتاب النقاد في صحة نسبه إليه.لم يبق من هذا العدد الضخم إلا سبع عشرة مأساة وفاجعة ساتيروسية واحدة ولم يعرف إلا تواريخ ظهور سبع منها، وها هي حسب الترتيب الزمني يقينا كان أو ترجيحا:الكيستيسميدياهيبوليتوالتروادياتهيلينيةلوريستيسايفيجينافي أوليسالباكوسياتاندروماخيهالهيراكليسيونهيكوبيهالضارعاتايليكتراهيراكليس مخبولاايفجنيا في توريسيونالفينيقياتكما يعتبر أول شاعر مسرحي تراجيدي صور الحياة وما يجري فيها من أحداث تصويرا واقعيا، صور شخصيات مسرحياته كما هي، لا كما ينبغي أن تكون.وهذا يميزه عن زمليه أيسخسلوس وسوفوكليس ،الذين صوروا الشخصيات تصويرا ساميا بعيداً عن الواقع.يرجع البعض هذا التباين إلى ان يوربيديس كان يمثل أثينا الحديثة، التي أصبحت مسرحا للمساجلات الخطابية والمناقشات العلمية والفلسفية، أما ايسخيلوس كان يمثل عقلية المحاربين القدماء الذين انتصروا على الفرس في معركة الماراثون ومعركة سالاميس بفضل آلهتهم، أما سوفوكليس كان يمثل عصر ببركليس الذهبي.يرى البعض أن النجاح الذي حققه كان ضئيل بالمقارنه بنصيب سوفوكليس ،ويرجع ذلك أنه لم يكن محبوبا من الأثينيين.توفى سنة 406 قبل الميلاد، وكان في الخامسة والسبعين من العمر، ويرجع بعض المؤرخين أن وفاته كانت بحادثة، دفن في وادي ارثوزا بمقدونيا، وقد أعقب ثلاثة أبناء كان أصغرهم سنا-كان يحمل نفس اسم والده-شاعرا وهو الذي قدم إلى التمثيل مأساة والده بعد وفاته.


الصفحة الرئيسية